أم رامي Admin
عدد المساهمات : 17130 نقاط : 7524772 تاريخ التسجيل : 31/07/2009
| موضوع: سؤال عن آثار تعاقب النهار والليل على النبات السبت فبراير 11, 2012 3:15 pm | |
| كتب : د. محمودعبدالله نجا
بقسم : الإعجاز العلمي في النبات
أرسل أحد قراء موقع آيات معجزات بسؤال حول بحث (آثار تعاقب النهار والليل على النبات) المنشور علي الموقع http://e3jaz.way2allah.com/modules.php?name=News&file=article&sid=169 , يقول فيه (بعد قراءتي لبحث آثار تعاقب النهار والليل على النبات, أري أنه ربما يصلح كمجرد تفسير علمي و لكن لا يصلح كإعجاز علمي و ذلك لأن الآيات التي أوردها الباحث حول تعاقب الليل و النهار لا تحتوي علي ربط واضح و صريح بالنبات كقوله تعالي ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) 44 النور , فالآية لم تشر إلي النبات و عملية الإنبات , حتى يستنبط الباحث منها أن تقليب الليل و النهار حتما يؤثر علي النبات) انتهي.
و بداية أتوجه للسائل بالشكر علي هذا الوعي العالي في قراءة أبحاث الإعجاز العلمي , فأمثال هذه الملاحظات و الأسئلة من شأنها أن تثري قضية الإعجاز العلمي و تدفع بها إلي الأمام , فما من شك في أن نجاح أي بحث علمي لا يتوقف علي صاحب البحث و فقط, بل يتخطاه إلي ما هو أعمق من خلال تعدد وجهات نظر القراء في البحث و خصوصا إذا كانت بناءة و مصحوبة بالدليل و المنطق السليم .
و للإجابة علي هذا السؤال نستعرض أولا الأدلة القرآنية التي استعملها بحث (آثار تعاقب النهار والليل على النبات) بخصوص تعاقب الليل و النهار, و هي كالآتي :
1. {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44.
2. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} لقمان29
3. {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }الفرقان62.
4. {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الجاثية5,
5. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً}الأعراف54
6. {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }القصص73.
7. (و الله يقدر الليل و النهار) 20 المزمل
8. {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
و بعد استعراض الآيات السابقة نجد أن الله امتن على عباده بنعمة تعاقب الليل والنهار, وفي تقلب الليل والنهار من المنافع والفوائد الكثير الذي يتبين بالبحث العلمي المبني علي التفكر و التدبر و لذا ختم الله بعض هذه الآيات بقوله (آيات لقوم يعقلون), و (عبرة لأولي الأبصار), ليلفت أنظار قارئ القرآن إلي أهمية هذه النعمة التي يغفل عنها كثير من الناس و التي ألفها الناس فلم يعودوا يتدبروها أو يشكروا الله عليها و لذا قال تعالي محذرا عباده من عدم شكر تلك النعمة بأنه قادر علي أن يجعل حياتهم ليلا فقط أو نهارا فقط, و لن يجدوا أحدا ينقذهم من تلك المصيبة إلا الله الرحيم الذي خلق الليل و النهار لتحقق منافع الخلق كافة, نبات و حيوان و إنسان, قال تعالي (قل أرأيتم إن جعلَ اللهُ عليكمُ الليلَ سرمداً إلى يوم القيامة مَن إلهٌ غيرُ الله يأتيكم ٍبضياءٍ أفلا تسمعون ، قل أرأيتم إن جعلَ الله عليكمُ النهارَ سرمداً إلى يوم القيامة مَن إلهٌ غيرُ الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون ، ومِن رحمَتِه جعلَ لكمُ الليلَ والنهارَ لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) 71 - 73 القصص, فلو توقفت الأرض عن الدوران لأصبح نصف الأرض المواجهة للشمس دوما نهار و لحرموا من الراحة والسكينة والهدوء, وكذلك لأصبح نصف الأرض البعيد عن الشمس دوما ليل فلا يستطيعون ممارسة أعمالهم بنشاط, كما يؤثر هذا على النبات فلا يتمكن من النمو لعدم وجود بناء ضوئي وبالتالي تتوقف الحياة, و لذا جعل الله الليل و النهار بقدر (و الله يقدر الليل و النهار) 20 المزمل.
و إذا كانت كثير من الآيات السابقة لم تربط بين تقلب الليل و النهار و النبات علي وجه التخصيص, فقوله تعالي{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الجاثية5, أتي بهذا الرابط الخاص الذي جعل إحياء الأرض ليس فقط بالرزق النازل من السماء بل قدم عليه عنصر آخر لم يكن معلوم في زمن النبي صلي الله عليه و سلم, و له اهمية خاصة في إحياء الأرض و إنبات النبات و هو اختلاف الليل و النهار , قال الشوكاني في فتح القدير ( قوله { وما أنزل الله من السماء من رزق } معطوف على اختلاف الليل و النهار, والرزق المطر لأنه سبب لكل ما يرزق الله العباد به وإحياء الأرض), فمنفعة رزق السماء للنبات معطوفة علي منفعة اختلاف الليل و النهار و لا تتم إلا به, و لذا ربط الله بينهما.
و لا يمكن لأي عقل مهما أوتي من الذكاء و قوة الملاحظة في عهد النبي صلي الله عليه و السلم أن يربط هذا الربط الدقيق بين اختلاف الليل و النهار و الرزق النازل من السماء و إحياء الأرض إلا إذا كان يتلقى الوحي من الله العليم الخبير , فهذا الربط يحتاج إلي بحث علمي دقيق لا يمكن للنبي صلي الله عليه و سلم و لا لغيره في زمانه أن يقوم به, و لذا وجب علي كل منصف من العباد إذا نظر إلي هذه الحوادث التي تتجدد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وحياة الأرض بها بعد موتها وتصريف الرياح, أن يقر بأنها مصنوعة وأنه لا بد لها من صانع حكيم عليم, أنزل هذا القرآن بعلمه ليهتدي به العلماء إلي الإقرار بفضله.
و ربما قال قائل لعل هذا الربط جاء من قبيل الصدفة لا أكثر و لا أقل, و لعل الآية لا تقصد الربط بين اختلاف الليل و النهار و مسألة إنبات النبات, فأقول و بالله التوفيق لو كان هذا الربط من قبيل الصدفة لما جاء في القرآن إلا مرة واحدة, و لكن بالبحث في آيات القرآن نجد أن هذا الربط تكرر أيضا في قوله تعالي { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } 164 البقرة, فقدم الله أيضا في هذه الآية اختلاف الليل و النهار علي إنزال الماء من السماء و إحياء الأرض بعد موتها, و ختم الآية بما يحث علي العقول علي التفكر و التدبر فقال (لآيات لقوم يعقلون).
ثم جاء التكرار الثالث للربط بين اختلاف الليل و النهار و أثره علي إنبات النبات و خروج الثمار منه في قوله تعالي {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 3 الرعد, و ختم الآية أيضا بالدعوة الي التفكر في هذه الآيات البينات التي لا يعقلها إلا العالمون. و نلاحظ في هذه الآية أن تحقق كافة شروط الإنبات من أرض صالحة و رواسي تمدها بالمعادن اللازمة و من أنهار تمدها بالماء, فإن الثمار لن تنبت في الأرض و تصلح و تؤتي ثمارها من غير دورة تعاقب الليل و النهار, و لذا فإن أي خلل في هذه الدورة فحتما يؤثر بالسلب علي المحاصيل الزراعية.
و للتأكيد علي هذه الحقيقة العلمية أنقل بعض فقرات من بحث ماتع للدكتور نظمي خليل أستاذ علم النبات تحت عنوان (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) معجزة قرآنية , حيث ورده سؤال يقول (أن إحدى شركات الإعلان أنشأت إعلانا ضوئيا بالقرب من إحدى المزارع فلاحظ المزارع أن محصول الأرز في المنطقة المحيطة بالإعلان الضوئي الكبير قد انخفض، وتقدم للمحكمة بدعوى ضد شركة الإعلان، وأيد الخبراء ظن المزارع أن الضوء الليلي هو سبب انخفاض محصول الأرز، وسأل السائل هل هناك علاقة بين ما حدث بسبب الإعلان وقول الله تعالى "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" 3 الرعد).
قال د. نظمي خليل
(إن تتابع الليل والنهار مهم للنبات وإنتاج الثمار، ففي النهار يقوم النبات بعملية البناء الضوئي و بها يستطيع النبات تحويل الطاقة الضوئية للنهار إلى طاقة كيماوية مخزنة في الروابط بين جزيئات المواد الغذائية الناتجة في النبات وتخزينها في مخازن الطاقة في النبات في جزيئات (ATP) و(ADP), وفي البناء الضوئي يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون الجوي على هيئة ذرات كربون في المواد الغذائية النباتية مثل السكريات والدهون. وفي البناء الضوئي النهاري يقوم النبات بشطر الماء إلى أكسجين يصعد في البيئة الخارجية في الجو، وهيدروجين يرتبط بذرات الكربون المثبتة بالبناء الضوئي وتكون المحصلة النهائية لهذا هو تفاعلات الضوء في البناء الضوئي. و يلي تفاعلات الضوء تفاعلات الظلام في دورة منتظمة تسمى دورة كالفن نسبة إلى مكتشفها كالفن. وتكون المحصلة النهائية لتفاعلات الضوء وتفاعلات الظلام تكوين المواد الكربوهيدراتية التي منها ينتج باقي المواد والمركبات النباتية. وتتابع الليل والنهار بصورة تدريجية مهم في انسياب عمليات البناء الضوئي وهنا قال الله تعالى: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) .
كما أن تتابع اختلاف الليل عن النهار إضاءة وإظلاما وطولا وقصرا، وشدة يؤدي إلى تكوين هرمون الإزهار (Flowering hormone) وهذا الهرمون مهم في إحداث عمليات الإزهار في النباتات الزهرية. وهناك نباتات الليل الطويل وهي نباتات تحتاج إلى فترة إظلام مستمرة لا تنقطع ولا تقل عن عدد معين من الساعات، وإذا قطعنا ليل هذه النباتات بإضاءة صناعية اختلت عمليات تكوين هرمون الإزهار وإنتاج الأزهار وما يستتبعها من عمليات تلقيح وإخصاب ونمو للمبيض وبعض الأجزاء الأخرى في الزهرة لتكوين الثمار وما بداخلها من بذور، وتكوين الحبوب.
إذًا اللوحة الإعلانية تسببت في قطع الليل في الحقل المحيط بها مما أدى إلى الإقلال من المحصول بالتأثير في تكوين هرمون الإزهار، واثبات هذا التأثير يحتاج إلى خبراء يقررون ذلك ويتفكرون في السبب، لذلك ختم الله تعالى الآية بقوله تعالى " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الرعد/3)، يتفكرون في أهمية تتابع الليل والنهار واختلاف فترات الليل والنهار. ولذلك حكمت المحكمة لصاحب الأرض وتحملت شركة الإعلان نتيجة الخلل الحادث في المحصول وقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة وأثبتها العلم الحديث بالتعقل والتفكير والتدبر، وفي هذا إفحام لمن يقولون أن الحياة خلقت بالمصادفة والعشوائية، وإن القرآن من عند البشر، القرآن كتاب الله المعجز كل يوم يتفجر إعجازه ولا تنقضي عجائبه فسبحانه الله العظيم.).
| |
|
البرتقالة مرتبة الشرف
عدد المساهمات : 13740 نقاط : 145596 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: رد: سؤال عن آثار تعاقب النهار والليل على النبات الأحد فبراير 12, 2012 2:46 pm | |
| | |
|
أم رامي Admin
عدد المساهمات : 17130 نقاط : 7524772 تاريخ التسجيل : 31/07/2009
| موضوع: رد: سؤال عن آثار تعاقب النهار والليل على النبات الأحد فبراير 12, 2012 2:59 pm | |
| | |
|