[color=darkred]مجلة المجتمع
الأسد يشمّ شيخ الإسلام
بقلم: عبد الحميد البلالي
«أنكر شيخ الإسلام أبو الحسن الواهد بنان الحمال يوماً على ابن طولون شيئاً من المنكرات، وأمره بالمعروف، فأمر به فألقي بين يدي أسد، فكان الأسد يشمّه ويحجم عنه، فأمر برفعه من بين يديه، وعظمه الناس جداً، وسأله بعض الناس عن حاله حين كان بين يدي الأسد، فقال له: لم يكن عليَّ بأس، قد كنت أفكر في سؤر السباع، واختلاف العلماء فيه، هل هو طاهر أم نجس؟!». تكررت مثل هذه المواقف في جيل التابعين، ومن بعدهم، وتكررت عبارات تشبه عبارة شيخ الإسلام أبي الحسن الحمال، وحتى في عصرنا الحديث، فقد روت المربية الفاضلة زينب الغزالي يرحمها الله في كتابها «أيام من حياتي» قصة الكلب البوليسي الذي أدخلوه عليها بعد أن جوعوه ليفترسها، فما كان منه إلا أن ربض إلى جانبها دون حراك.. بعد إن استغاثت بالله تعالى، كل ذلك يرجع إلى تعلق قلوب هؤلاء بالله تعالى، وعدم إدخال أحد سواه في قلوبهم، واعتقادهم الجازم بأنه لا ضار ولا نافع إلا الله تعالى، وأن العبد أو أي مخلوق في هذه الأرض لا يملك الضرر وحتى النفع إلا بإذن الله تعالى، وأن الحول والقوة لله وحده. لا يقولونها هكذا جزافاً بألسنتهم، وفي مجالسهم، بل يعيشون ذلك الاعتقاد في كل جزئيات حياتهم وتفاصيلها، ولهذا السبب فهؤلاء لا يجزعون حين يجزع الناس، ولا يرتعدون حين يرتعد الناس، ولا يهلعون حين يهلع الناس؛ لأن قلوبهم معلقة بالله وحده، وإذا شققت قلب أحدهم، فلا تجد أحداً فيه سوى الله تعالى. [/color]