مفاتيح الخير ومفاتيح الشر
مفاتيح الخير ومفاتيح الشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر. وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه. وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)). رواه أبن ماجه وحسنه الألباني
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أن هذا الخير خزائن. ولتلك الخزائن مفاتيح. فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر. وويل لعبد جعله الله مفتاح للشر، مغلاقا للخير)). رواه أبن ماجه
وأورد أبن ماجه هذين الحديثين في باب من كان مفتاحا للخير .
أيها الفضلاء حري بكل مؤمن يرجوا ما عند الله ويخشى عذابه أن يكون سباقا للعمل برضى ربه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وأن يجعل من نفسه مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر , وخصوصاً في عصر يكثر الشر والباطل ويتسلط أهله على أهل الخير , في مثل هذا العصر يكون هناك قلة من الناس من وفقهم الله لمرضاته واصطفاهم لمحابه , في نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة , ونشر العلم ودعوة للحق , حملوا على عواتقهم أمانة الكلمة , آخذين بحجز الناس ليهدوهم الطريق الصحيح , وإن هم رأوا منكراً تمعرت وجوههم لذلك عملوا جاهدين في تغيير ذلك المنكر بكل ما يستطيعوا من قوة بجاههم وعلمهم فبأمثال هؤلاء حفظنا الله وحمانا ألم يقل سبحانه وتعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) .
سبحان الله لو تأملنا في هذه الآية لوجدنا الإصلاح هو السر العجيب في نجاة المجتمع فلا يكفي الصلاح لوحدة بدون إصلاح فمن للمفسدين غير المصلحين ومن لأصحاب الأهواء والشهوات إلا أهل العلم والإيمان , فالصلاح لا يكفي لوحدة فصلاح الإنسان لا يستفيد منه غيره بل قد يكون وبالا عليه عندما لا تحرك المنكرات الغيرة في قلبه رَوى سُفيان بن عيينة عن سُفيان بن سعيد عن مِسْعَر قال : بَلَغَنِي أنَّ مَلَكًا أُمِر أن يَخْسِف بِقَرْيَة ، فقال : يا رَبّ فيها فُلان العَابِد ، فأوْحَى الله تعالى إليه أن بِـه فَابْـدَأ ، فإنه لَم يَتَمَعَّر وَجْهُه فيَّ سَاعَة قَط .
أما من جعلوا من أنفسهم مفاتيح للشر مغاليق للخير لا كثرهم الله قوم قلوبهم مريضة وأفكارهم سقيمة , جندوا أنفسهم مع حزب الشطان نشروا الفساد في المجتمعات بمسمى الإصلاح (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)
قوم يعملون ليل نهار في نشر مخططات الغرب بمسمى الرقي والتطور لا أريد أن أطيل في هذه الفئة فمخططاتهم مكشوفة وأوراقهم مفضوحة .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه من أي الحزبين نحن , سؤال يجب أن يتبادر إلى أذهاننا جميعاً هل نحن مفاتيح للخير مغاليق للشر أو مفاتيح للخير و الشر معاً أم مفاتيح للشر مغاليق للخير , أقول لينظر كل منا أعماله اليومية ومدى ما يقدمه هل هي تخدم الإسلام وأهله أم تخدم الباطل وأهله وما مدى موالاة كل منا للصالحين ومدى البراءة من الفاسدين , عندها يتبين للبعض مدى توجهه إن كانا سائراً على الدرب الصحيح فليواصل وإن كان مخالطاً فليصحح وإن كان على درب الفساد قدماه فليعد إلى الحق وليكن عونا للحق لا عوناً للباطل .