أم رامي Admin
عدد المساهمات : 17130 نقاط : 7524752 تاريخ التسجيل : 31/07/2009
| موضوع: رحلة الدم داخل الأوعية الدموية الجمعة يوليو 23, 2010 5:57 am | |
| رحلة الدم داخل الأوعية الدموية
توجد داخل أجسامنا شبكة بالغة الأهمية تدعى شبكة الأوعية الدموية . وهي شبكة طويلة إلى درجة أنها لو وصلت ببعضها البعض لبلغ طولها مئة ألف كم. وليس من الصعب علينا تمييز الانتشار الكثيف لهذه الأوعية في أجسامنا لأن حدوث مجرد خدش بسيط يعتبر كافيا لتدفق الدم، وهو ما يثبت لنا وصول الدم إلى كافة أجزاء الجسم بواسطة هذه الأوعية. ووصول الدم إلى كافة أجزاء الجسم يعتبر أمرا مهما وحيويا، والسبب هو الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الأوعية في إيصال المواد الغذائية اللازمة إلى مختلف الخلايا.
وهذه الأوعية لا تحمل المواد الغذائية اللازمة للخلايا فقط، وإنما تحمل أيضا الأكسيجين اللازم لها. ويمكننا تشبيه حمل المواد الغذائية عبر الدم بالشحن البحري، فالبضائع ينبغي أن تحمل إلى ظهر السفينة أولا، وهنا يبرز الدور الأساسي للتغليف والترتيب كشرط لتحميل البضائع إلى السفينة. وبعد أن ينتهي التحميل تنطلق السفينة عبر البحر متوجهة صوب الميناء الهدف. وعندما تبلغ هذا الميناء الهدف تقترب منه ليتم إنزال الحمولة وبالتالي يتم التوجه بها نحو الهدف المقصود.
وتعتبر الأوعية الدموية محيطا مائيا عظيما تتوجه خلاله المواد الغذائية نحو الخلايا المحتاجة لها، حيث تسبح خلال الدم الأحماض الأمينية والدهون والأكسيجين متوجهة نحو الخلايا. لكن هذه المواد تسبح في الدم وهي متغيرة بعض الشيء بما يشبه تغليف وترتيب البضاعة المكونة عبر السفن. ولا يتولد أي خطأ خلال عملية نقل هذه المواد الغذائية.
فكل مادة غذائية تصل إلى الخلية الهدف في اللحظة المناسبة وبالكمية المناسبة أيضا. ولو حدث خطأ كأن أعطيت الخلية دهنا بدلا من الأكسيجين لتعرضت تلك الخلية إلى الموت على الفور. مما يعني أن أي خطأ مهما كان ضئيلا يؤدي إلى أضرار جسيمة. إلا أن مثل هذا الخطأ لا يحدث لأن هذه الفعاليات جميعها لا تحدث بمحض المصادفة، وإنما خلقت الأجهزة الجسمية التي تجري فيها هذه الفعاليات الحيوية بقدرة الله الذي خلق كل شيء و سخره لخدمة الإنسان.
النقل
لقد تحدثنا فيما سبق عن كون الدم الوسيلة المتبعة لإيصال كافة الاحتياجات اللازمة إلى أنحاء الجسم المختلفة . وتقوم خلايا الدم أثناء عملية النقل بأخذ ثاني أوكسيد الكربون من الخلايا المختلفة ليتم طرحه فيما بعد كفضلات، أي أن الدم يعتبر أيضا جامعا للنفايات الجسمية . وبذلك يصل الدم يوميا إلى 100 تريليون خلية جسمية ليعطيها احتياجاتها اللازمة وليستلم منها فضلاتها .
ويتولى الدم أداء هذه الوظيفة الحساسة، وهذه المسؤولية الجسمية دون أي خطأ . ويعرف ماهية المواد التي يتولى نقلها وفوائدها والأهداف التي يجب إيصالها إليها . وعلى سبيل المثال لا يقوم الدم بنقل ثاني أوكسيد الكربون الذي أخذه من خلية جسمية ما كفضلات إلى خلية جسمية أخرى، فهو دائما يتولى منح الأوكسجين للخلايا آخذا منها ثاني أوكسيد الكربون . ويقوم بهذه المهمة دون كلل أو خلل . ويرجع سبب هذا الإتقان إلى كون الدم جزءا من النظام الدقيق الذي خلقت عليه أجسامنا من قبل الخالق عزّ وجل . فالخلايا الجسمية تتبع هذا النظام الدقيق الذي خلقه ربنا عز و جل إتباعا صارما .
مقاتلو الدم
- يحتوي الدم على خلايا مختلفة من ناحية الوظيفة، فإن بعض هذه الخلايا يتولى نقل المواد الغذائية والبعض الآخر يتولى الدفاع عن الجسم.
تقاوم أجسامنا يوميا البكتريا و الرواشح والجراثيم . وقسم من هذه المخلوقات يتم منعها من دخول أجسامنا، والقسم الأخر ينجح في الدخول . وتحتوى أجسامنا على خلايا خاصة تقاتل ضد هذه الجراثيم . ونستطيع أن نسمي هذه الخلايا التي تدافع عن أجسامنا بالخلايا المقاتلة . وتوجد هذه الخلايا المقاتلة في الدم الذي تسبح فيه . فعندما تنجح الجراثيم في الدخول.
إلى أجسامنا سرعان ما تبدأ الخلايا المقاتلة بشن الهجوم على هذه الجراثيم والوصول إليها عبر الأوعية الدموية . ولا يمكن أن تؤدي هذه الخلايا وظيفتها الدفاعية من تلقاء نفسها . فهي تعرف مهمتها بالضبط منذ اللحظة التي وجدت فيها . وهذه الحقيقة هي إحدى مظاهر الإبداع في خلق أجسامنا . فالله سبحانه هو الذي سخر هذه الخلايا التي لا ترى بالعين المجردة كي تتولى عملية الدفاع عنا، فتبارك الله أحسن الخالقين .
الاتصال يعتبر الدم أيضا وسيلة من وسائل الاتصال وتبادل المعلومات بين خلايا الجسم . فهناك رسائل يتم حملها عبر الدم من جزء إلى آخر داخل الجسم . وهذه الرسائل تدعى بالهرمون . وتؤدي هذه الهرمونات وظائفها كما لو كانت كائنات عاقلة، فتحمل الرسائل التي تحتوي عليها إلى أهدافها دون أي خطأ . ونستطيع بواسطة هذه الرسائل أن نشم الرائح، وتستطيع أجسامنا أن تنمو وتحس بالعطش أو تتعرف على وظائف حيوية أخرى . الدم الذي يداوي الجروح
لابد أنكم لاحظتم انقطاع النزيف الدموي بعد برهة من حدوث بعض الجروح الطفيفة . إن هذا الانقطاع التلقائي للنزيف أمر مثير حقا . وتكمن الغرابة في توقف السائل عن السيلان من تلقاء نفسه، فالسوائل عادة تسيل من تلقائها إذا وجدت أي فتحة تمكنها من ذلك . ولتسهيل الأمر عليكم أعزائي تعالوا نتخيل أننا نمسك بالونة مليئة بالماء، فإذا ثقبنا البالونة بإبرة دقيقة سرعان ما يبدأ الماء في الانسياب من ذلك الثقب . ولكن هل يتوقف انسياب الماء من البالونة دون تدخل منا؟ بالطبع لا، فالانسياب يستمر حتى آخر قطرة من الماء داخل البالونة . وهذا الأمر يشمل جميع السوائل الموجودة داخل الأوعية المغلقة .
والدم سائل يوجد في محيط مغلق أي داخل الأوعية الدموية، وعند حدوث أي جرح يبدأ في السيلان .
ولكن توقف هذا السيلان أو النزيف يعتبر أمرا حيويا بالنسبة إلى أجسامنا، وربما سمعتم أن البعض تعرض للموت نتيجة جرح بليغ أو نزيف شديد خلال العمليات الجراحية . ولكن ما الذي يجعل الجرح يتوقف عن النزف؟
إن آلية تخثر الدم عند حدوث الجروح هي التي توقف النزيف . وهذه الآلية تعتبر إحدى الأنظمة الدفاعية التي توجد في أجسامنا . فهناك مواد في الدم تعمل على سد الجروح، وهكذا تمنع تدفق المزيد من الدم خارج الجسم . وكما هو واضح من الصورة الجانبية تهرع بعض المواد الموجود في الدم إلى ناحية الجرح الذي أصاب الوعاء الدمعي، وتبدأ هذه المواد في مرحلة أولى بالتراص مع بعضها البعض في فتحة الجرح، ثمّ تبدأ في تكوين ما يشبه الشبكة لمنع تدفق الدم بسهولة، وبعد ذلك تتصلب الشبكة حتى تتحول إلى القشرة التي نراها فوق الجروح . والآن لنفكر قليلا هل أن ما ذكرناه يحدث بالمصادفة؟ من أين علمت الخلايا الدموية أن هناك جرحا حدث في مكان ما من عالم واسع وكبير بالنسبة إليها . ولماذا تسرع إلى مكان الجرح؟ ولماذا تعمل على وقف النزيف؟ وكيف تعلم أن وقف النزيف يتم عبر سد الجروح؟ ومن الذي علم هذه الخلايا أن مهمتها هي إيقاف النزيف؟
ومن المستحيل أن تعرف الخلايا هذه المهام أو أن تقوم بها بمحض جهودها عن طريق المصادفة . ومن المستحيل على الإنسان أن يوجد مثل هذا النظام الدفاعي في الجسم أو أن يكون هو الذي علم أجزاء هذه الخلايا وظائفها الحيوية هذه .
إن مثل هذا السلوك الواعي الذي تسلكه خلايا الدم ليس نابعا من الخلايا أنفسها، بل الله سبحانه وتعالى هو الذي ألهمها ذلك، وبالتالي تعمل هذه الخلايا وفق هذا الإلهام الإلهي . ويقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه المبين عن الأعجاز في خلقه ما يلي :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلَ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ اِرْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ . الملك، 3-4 | |
|
أم رامي Admin
عدد المساهمات : 17130 نقاط : 7524752 تاريخ التسجيل : 31/07/2009
| موضوع: رد: رحلة الدم داخل الأوعية الدموية السبت يوليو 24, 2010 6:08 am | |
| | |
|
الماسه وسام الابداع
عدد المساهمات : 2049 نقاط : 116364 تاريخ التسجيل : 11/07/2009
| موضوع: رد: رحلة الدم داخل الأوعية الدموية السبت مارس 05, 2011 9:00 pm | |
| | |
|
البرتقالة مرتبة الشرف
عدد المساهمات : 13740 نقاط : 145576 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: رد: رحلة الدم داخل الأوعية الدموية الإثنين يوليو 25, 2011 11:13 am | |
| | |
|
ام صلاح مرتبة الشرف
عدد المساهمات : 8481 نقاط : 134412 تاريخ التسجيل : 18/07/2009
| موضوع: رد: رحلة الدم داخل الأوعية الدموية الخميس أغسطس 04, 2011 6:29 pm | |
| | |
|