..
.
الشيخ مازن عبدالكريم الفريح
هل يكون الشجر أنصر لدين الله من البشر؟!
الشجرة مخلوق عابد ساجد (النجم والشجر يسجدان) وفي لسان العرب ورد في معنى كلمة نجم ( وقد خُصَّ بالنَّـجْم منه ما لا يقوم علـى ساقٍ، كما خُصَّ القائم علـى الساق منه بالشجر. )، وليس الأمر مقتصرا على العبادة المحضة بل تجاوزها الى المناصرة لدين الله وعباده
***فمن الشجر من يناصر الحق وأولياءه ( بقوله)(حتى يقول الشجر يا مسلم يا عبد الله :ورائي يهودي تعال فاقتله!)
***،ومن الشجر من يناصر بظله (أن النبي أظلته غمامةٌ ومالت الشجرة بظلها عليه ) ومن قبل أظلت يونس عليه السلام (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين)
**ومن الشجر من يبادر فيستجيب ، كما استجابت الشجرة للنبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاها لتأتي إليه فجاءت تمشي إليه كما في حديث أنس قال:
جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء قد ضربه بعض أهل مكة .
فقال : مالك.
فقال : فعل بي هؤلاء وفعلوا .
قال : أتحب أن أريك آية .
قال : نعم أرني فنظر إلى شجرة من وراء الوادي .
قال : ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه .
قال : قل لها فلترجع .
فقال لها فرجعت حتى عادت إلى مكانها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي( . صحيح ابن ماجه )..
وربما فاتت الشجرة فرصة من فرص الدعوة و الخير فتبكي متأثرة بفوات خير كان لها فيه سهم .. كما حدّث بذلك البخاري : عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يارسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة رفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضمه إليه وهو يئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ماكانت تسمع من الذكر عندها.
فليكن لنا في المناصرة لدين الله ودعوته نصيب ولا يكون الشجر أنصر لدين الله من البشر !!