على أي قدر يكون نورك على الصراط ؟
إن من استقام على الصراط المستقيم في الدنيا، يمر على صراط الآخرة وينجو، ومن مال عن الاستقامة في الدنيا
وأثقل ظهره بالشرك والبدع والأوزار والمعاصي بارتكاب ما حرم الله ورسوله تعثر في أول قدم من الصراط وسقط وهوى.
فالصراط الذي على نار جهنم، هو من معانى الصراط الذي أمر الله عباده باتباعه في الدنيا بقوله
( وأن هذا صراطي مستقيمافاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .)
فكوني أختاه سالكة للطريق المستقيم في الدنيا حتى تسلكي الصراط بسهولة يوم القيامة
ولا تكوني من الذين مالوا عن الاستقامة في الدنيا، فإنهم لا شك ولا ريب سيميلون عن الصراط في الآخرة، وتزلّ أقدامهم ....
يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء .
فذكر الحديث إلى أن قال : ثم يقول : يعني الرب تبارك وتعالى : ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم يعطيهم نورهم على قدر أعمالهم ،
فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ،ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ،
ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك .
حتى يكون آخرهم رجُلا يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قَدَّم قَدَمُه ، وإذا أطفئ قام فيمرون على قدر نورهم ،
منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالسحاب ، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ،
ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرجل
حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ، ويديه ورجليه تَخِر يد وتعلق يد وتَخِر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار.
فلا يزال كذلك حتى يخلص ، فإذا خلص وقف عليها ، فقال : الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها .
قال : فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل ، فيعود إليه ريح أهل الجنة.
المحدث عبد الله بن مسعود.
اللهم ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام