الأستاذ محمد قطب
إن الإسلام لا يلجأ إلى كبت الطاقة الحيوية –جنسية كانت أو غير جنسية- بل يعترف بها اعترافا كاملا على أنها الأمر الواقع في طبيعة البشر: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). وإن كل ما يدعو إليه الإسلام هو تنظيف الاستجابة إلى هذه الشهوات –مع الاعتراف بنظافتها في ذاتها وأصالتها وأحقيتها الكاملة في الإشباع- وهدف هذا التنظيف في النهاية هو رفع الضرر عن الفرد والجماعة. وهو قائم في الحدود التي لا ترهق الفرد ولا تكلفه فوق طاقته (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا). وقائم على حقيقة "علمية" ملموسة، هي أن الإنسان قابل بالفعل للتهذيب بدرجة لا توجد في الحيوان، مما يدل على أنها خاصية من خصائصه التي تفرد بها بين مخلوقات الله.