لماذا نعطل عقولنا ؟
ربي إن أدعوك وأصلي كل يوم وأطلب منك أن تمنحني صدراً رحباً يتسع لكل الناس الضعيف قبل القوي واليائس والمحروم قبل المتفائل والقادر ، وينسى الإساءة والتعدي بسرعة البرق وذاكرة لا تذكر إلا الخير والعطاء والتسامح .
ربي أسألك مقدرة على التسامح والصفح والوفاء ، وأن تهب لي من لدنك ابتسامة لا تغيب أبداً .
ربي اجعل لساني طيب الذكر عطر المنطق زكي الألفاظ طاهر العبارات رطب بذكرك ، أمل يسمح دموع الناس ، يارب .
يقول العقاد : ((بالكتابة الجادة الثرية أعيش عمراً فوق عمري )) .
والحق أن منطقي ولكن ليس بالكتابة وحدها بل بأي عمل جاد وقوي كله حب وخير وعطاء وإبداع فإن صاحبه سوف يعيش عمراً فوق عمره في أذهان الناس بحبهم له وعرفانهم بحقه .
ومن كان على النقيض فعمره ضائع بلا فائدة .
لماذا لا نحاول أن نعيش عمراً فوق عمرنا بالحب والخير والعطاء ؟ .
لماذا نجعل عقولنا كأواني العطر المقفلة ولا نسمح لها بالانطلاق ؟ والعطور من كل الألوان والروائح كالعقول فيها النير والواعي والمثقف وما هو أفضل من ذلك ولكنها قتلت بالأقفال عليها بلا تنير وتبقى في قواريرها بلا عطر يفوح ويعطر الوجود .
فلماذا نعطل عقولنا ؟؟؟ ونوقف تفكيرنا ؟؟؟
لو كنت الصمت لتمسكت بكل مبادئ الصمت عن الكلام المغرض والحقود لأخرست لسان الحسد وصنت الأسرار بأمانة .
وشللت كل حرف فيه خبث ، وخنقت كل كلمة فيها سر أعدمت مفردات الفساد ألغيتها من قواميس اللغات ، ودفنت ألفاظ الذم والقذف في قاع سحيق ليرتاح الكون منها ، ولمزقت الأوراق كسرت الأقلام وقطعت الأوراق وكل لسان من شأنه الإساءة لغيره.
ولو كنت الصمت لتنازلت عن جميع معاني الصمت وأطلقت العنان للساني ليسطر الأفكار عبارات حب ووفاء لتصبح علاقات الناس بساتين خضراء ومزهرة وربيعاً دائماً ، ولما صمت ثانية عن قول الحق والصدق ولنطقت بكل ما فيه الخير للناس والسعادة والوفاق