الطريق
إننا نسير في طريق طويل لا نعرف منتها فهو تارة يضيق وتارة يتسع وتارة يسهل وتارة يوعر وتارة يكون سهلاً وتارة يصبح جبلاً ومرة يكون هاوية ويتطلب المغامرة ومرة ينبسط كالبساط الأخضر وتحيط به الأزهار والورود .
ومرة يهدينا الأفراح والمسرات ومرة يهدينا الأحزان والآهات وأحياناً يسلط علينا ريحه لتف بنا وتفرقنا وتبلع مراكبنا وأحياناً ينجينا ويسعدنا ، وفي أوقات يسلط علينا كوارثه فتفيض الأنهار علينا أو يتزلزل أو ينفجر من تحتنا أو تنزل التلال من حواليه علينا وأما أن تصيبنا أو تسد الطريق أمامنا وتصيبنا باليأس والإنهيار والخوف وأوقات أخرى يسهل لنا ويزف لنا خير الأرض ويجري النهر وهو يغنّي بخريره أغنية عطرة تعطرها الورود المنتثرة حوله والتي تزين البجل بالثوب الملون فيحلو الطريق ويزين بالخير الجميل والأمل الراقص والوفاء النبيل .
فيا إلهي لست أعرف هذا الطريق فلسفة فليس له حالاً دائماً بكل كل يوم له حال متقلب حتى قيل فيه دوام الحال من المحال .
فهو طريق يسير فيه كل واحد منا حتى يصل منتهاه فمنتهى هذا الطريق هو منتهى صاحبه والحياة هي الخطى التي نمشيها فيه .
إنه طريق العمر ولكل واحد منا الطريق الخاص به .