كان مخيريق حبرا عالما ، وكان رجلا غنيا كثير الأموال من النخل ، وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته ، وما يجد في علمه ، وغلب عليه إلف دينه ، فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد ، وكان يوم أحد يوم السبت ، قال : يا معشر يهود ، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق . قالوا : إن اليوم يوم السبت ، قال: لا سبت لكم . ثم أخذ سلاحه ، فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد ، وعهد إلى من وراءه من قومه : إن قتلت هذا اليوم ، فأموالي لمحمد – صلى الله عليه وسلم – يصنع فيها ما أراه الله . فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مخيريق خير يهود . وقبض رسول الله أمواله ، فعامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منها .