بسم الله الرحمن الرحيم
من الأذكار العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في كل صباح ومساء ولا يدعها:عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:
"لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح:
اللهم إني أسألكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ،
اللهم إني أسألكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
اللهم استُر عوراتي، وآمِن رَوْعاتي،
اللهم احفظني مِن بينَ يديَّ، ومِن خلْفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومِن فوقي، وأعوذُ بعظمَتِكَ أن أُغْتالَ مِن تحتي"
صححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3121).
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((سَلُوا اللهَ العفْوَ والعافيةَ، فإنّ أحدًا لمْ يُعْطَ بعدَ اليقينِ خيرًا من العافيةِ))
صححة الألباني في صحيح الجامع (3558).
العفو: محو الذنوب وسترها.
والعافية: هي تأمين الله لعبده من كل نقمة ومحنة؛ بصرف السُّوء عنه ووقايته من البلايا والأسقام وحفظه من الشرور والآثام.
وأما سؤال العافية في الدين: فهو طلب الوقاية من كل أمر يشين الدين أو يًخِلّ به.
وأما في الدنيا: فهو طلب الوقاية من كل أمر يُضّر العبد في دنياه من مصيبةٍ أو بلاءٍ أو ضراءٍ أو نحو ذلك.
وأما في الآخرة: فهو طلب الوقاية من أهوال الآخرة وشدائدها وما فيها من أنواع العقوبات.
وأما في الأهل: فبوقايتهم من الفتن وحمايتهم من البلايا والمحن.
وأما في المال: فبحفظه مما يُتلفه من غَرَق أو حرق أو سرقة أو نحو ذلك.
* فجمع في ذلك: سؤال الله الحفظَ من جميع العوارض المؤذية والأخطار المُضّرة.
اللهم استر عوراتي: عيوبي وخللي وتقصيري وكل ما يسوءَني كشفه، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة.
وآمن روعاتي: الأمن ضد الخوف، والروعات جمع رَوْعَة -لكثرتها وتعددها- وهو الخوف والحزن.
ففي هذا سؤال الله أن يجنبه كل أمر يُخيفه أو يُحزنه أو يُقلقه.
احفظني مِن بينَ يديَّ، ومِن خلْفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومِن فوقي، وأعوذُ بعظمَتِكَ أن أُغْتالَ مِن تحتي:
فيه سؤال الله الحفظ من المهالك والشرور التي تُعرض للإنسان من الجهات الست، وهو لا يدري من أي جهة قد يَفجَأه البلاء أو تَحُلّ به المصيبة.
وفي هذا الدعاء العظيم تحصينٌ للعبد من أن يصل إليه شر الشيطان من أي جهة من الجهات؛ لأنه في حفظ الله وكفايته ورعايته.
ما أجمل الدعاء بهذا الدعاء بعد فهم معانيه العظيمة التي قد نغفل عنها ونحن ندعو!
المصدر: مقتطف من "فقه الأدعية والأذكار" لفضيلة الشيخ المُربّي عبدالرزاق البدر -حفظه الله- / الجزء 3 / ص 27- 29.