اين نحن من صحابة رسولنا

اين نحن من صحابة رسولنا







أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى الروم ، فأسروا عبد الله بن

حذافه رضي الله عنه ، فذهبوا إلى ملكهم فقالوا : إن هذا من أصحاب محمد

فأمر به ملكهم : فحبسه في بيت ليس فيه إلا الخمر ولحم الخنزير ليأكله و

يشرب منه وتركه ثلاث أيام ، فلم يفعل رضي الله عنه فأخرجوه من ذلك البيت

حين خشوا موته فقال : ( والله لقد أحله الله لي ، لكن كرهت أن أشمتكم بدين

الإسلام ) .


فقال ملكهم : هل لك أن تنتصر وأعطيك نصف ملكي ؟ قال : لو أعطيني جميع

ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه

وسلم طرفة عين ما رجعت .. قال : إذن قتلتك : قال : أنت وذاك .


فأمر به فصلب وقال للرماة : ارموا قريباً من بدنه وهو يعرض عليه النصرانية

فيأبى فأنزلوه .

فدعا ملكهم بقدر فصب فيها زيت حتى احترق غلياناً .. ودعا بأسيرين من


المسلمين ، فأمر أحدهما ، فألقي فيها ، حتى طفت عظامه

على الزيت .. وعبد الله بن حذافه يأبى .. فلما هموا بإالقائه بكى رضي الله عنه ..

فقيل للملك : انه بكى ، ففرح وظن أنه جزع ، فقال : ردوه فلما جاءه .. قال :



ما أبكاك ؟ قال : ( هي نفس واحدة تلقي الساعة فتذهب ، فكنت أشتهي بأن

يكون بعدد شعري أنفس تلقى كلها في النار في سبيل الله عز وجل ) ..

فقال ملكهم : هل لك أن تقبل رأسي وأخلى عنك ؟ فقال عبد الله : وعن جميع

أسرى المسلمين ؟ قال : نعم فقبل رأسه وقدم بالأسرى على عمر بن الخطاب

رضي الله عنه فأخبره بخبره ، فقال عمر رضي الله عنه : ( حق على كل مسلم أن

يقبل رأس ابن حذافه وأنا أبداً به )

فلله درك يا ابن حذافه أتتك المحن والبلايا فكنت كالجبل الأشم في ثباتك

وتمسكك بالدين ..

فااين نحن منهم

رضي الله عنهم وارضاهم
وصلى الله وسلم على النبي الامي
وجمعنا الله به وباصاحابه الغر الميامين
في الفردوس الاعلى
اللهم امين