أورد هذه الحكاية وأنا أسمع عن قضية شاب تقدم إلى احدى الشركات للعمل فرحبوا به، وقالوا: ما عليك إلا أن تعبئ هذه الاستبانة وتعيدها إلينا.. عبأها وسلمها لهم.. قالوا تراجعنا بعد شهر.. ولما انقضى الشهر جاء متلهفاً على الوظيفة. وقالوا: كل شيء ممتاز إلا أنك تحتاج إلى لغة انجليزية قال: وما لزوم اللغة الانجليزية.. لسنا في بريطانيا أو أمريكا.. نحن في قلب بلاد العرب.. نظر إليه أحدهم وقال: يبدو أنك متحمس للفصحى يا فصيح.. بلع الإهانة كالجمرة وكظم غيظه، وقال في سره: لا بأس أن نتنازل عن اللغة والكرامة في سبيل أكل الخبز المرّ.. ودخل المسكين دورة لتعلم اللغة الانجليزية دفع فيها كل ما يملك ولم يعد في جيبه قرش واحد.. فلما جاء بالشهادة قالوا: هذا رائع وعظيم الآن الوضع شبه مكتمل، ولكن تبين لنا أنك تحتاج إلى دورة في التخصص الدقيق للوظيفة! فباع المسكين سيارته ثمناً للدراسة في الدورة المطلوبة والتي كانت مدتها ستة أشهر بالتمام والكمال.. وجاء إليهم وقد توفرت فيه جميع الشروط ولما قدم ملفه كاملاً قالوا: رائع راجعنا بعد شهر وسيكون كل شيء جاهزا لتستلم وظيفتك.. ولما راجعهم بعد شهر استقبله الموظف المسؤول بكل ترحاب ولطف، وقدم له كوباً من الشاي وهو يبتسم فأحس أن هذه الابتسامة وراءها الكثير من الاحتمالات.. قال له الموظف المسؤول: آسف يبدو أن شيئاً واحداً كان ينقصك. قال باستغراب ولهفة: وما هو؟ قال له: الحظ.. نعم لستَ محظوظاً فقبل أسبوع واحد فقط تقدم لنا شخص تتوفر فيه كل الشروط، وتنطبق عليه مواصفات الوظيفة وكأنها مفصلة عليه فسبقك بها.. خذ ملفك..!!