السَّنَةُ شجرة ، والشهور فروعها ، والأيّام أغصانها ، والساعات أوراقها ، والأنفاس ثمرُها ؛ فمن كانت أنفاسه في طاعةٍ : فثمرة شجرته طيّبة ، ومن كانت في معصية : فثمرتُه حنظل ، وإنما يكون الجَدَادُ يوم المعاد ، فعند الجداد يتبيّن حلو الثمار من مُرِّها .
والإخلاص والتوحيد شجرةٌ في القلب ؛ فروعها الأعمال ، وثمرها طِيبُ الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة .
وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعةٌ ، فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك .
والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب ؛ ثمرها في الدنيا الخوف والهمُّ والغمُّ وضيق الصدر وظلمة القلب ، وثمرها في الآخرة الزّقّوم والعذاب المقيم .
وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم :" ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار … "(24_26) .
المصدر : فوائد الفوائد / لابن قيم الجوزية .