rkred]24]أخذ الله تعالى على بني آدم ثلاثة مواثيق :
1- الميثاق الأول :
الذي أخذه الله عليهم حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم ثم من ظهور بعضهم بعضاً ، وهو المذكور في قوله تعالى : ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ﴾ ( الأعراف : 172 .) . أو ﴿..قالوا بلى ﴾ وتكون كلمة ﴿شهدنا﴾ من كلام الله تعالى ، بمعنى أنه سبحانه شهد عليهم وملائكته ﴿ شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ .
2- ميثاق الفطرة :
أنه تبارك وتعالى فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول ، كما قال تعالى : ﴿ فأقم وجهك للدين حنيفاً * فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ﴾ ( الروم : 30. ) وهو الثابت في الصحيحين في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة) ، وفي رواية : (على هذه الملة ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء) وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (يقول الله تعالى : إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم) .
3- الميثاق الثالث :
وهو ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب تجديداً للميثاق الأول، وتذكيراً به ﴿ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾( النساء : 165. ) ، فالحجة قائمة على بني آدم بإرسال الرسل الذين ذكروا بذلك الميثاق لا بالميثاق نفسه إذ ذاك فهم لا يذكرونه ، فكيف يحتج سبحانه على أحد بشيء لا يذكره . وقد أيد الله رسله بالمعجزات والبراهين على صدقهم فمن أدرك هذا الميثاق وهو باق على فطرته قبله وقام به دون تردد ، ومن كان قد انحرف عن فطرته فتلك المعجزات والبراهين مع الرسل، وما لديهم من إقناع فيها الحجة الكافية عليهم إن لم يؤمنوا ، فمن وفى بالميثاق دخل الجنة وإلاّ فالنار أولى به . وأما من لم يدرك الميثاق بأن مات صغيراً قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع أبائهم ، وإن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كان عاملاً لو أدركه كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أولاد المشركين فقال صلى الله عليه وسلم : ( الله تعالى إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين )[/size]