مغربية تفتح بيتها لإيواء المريضات بالسرطان لوجه الله
/ حسن الأشرف
فتحت سيدة مغربية أرملة بيتها لإيواء المرضى بداء السرطان مجاناٍ ولوجه الله تعالى، خاصة النساء المريضات ليُقمن فيه، ويأكلن ويشربن، ويبتن ويؤدين الصلوات جماعة، وذلك في انتظار مباشرة العلاج الذي قد تطول مدته في المستشفى المتخصص في علاج السرطان في مدينة الرباط العاصمة المغربية، والذي يستوجب مصاريف ومتطلبات مادية لا تستطيع هؤلاء المريضات تأديتها حيث ينتسبن إلى فئات اجتماعية فقيرة، ويأتين أحيانا من مدن بعيدة.
صدقة جارية
عمل خيِّرٌ هذا الذي تقوم به هذه المرأة التي تدعى خديجة القرطي في أحد الأحياء الشعبية الآهلة بالسكان وسط الرباط، هكذا يقول عنها من يعرفها ويعرف بقصتها، وأيضاٍ وسائل الإعلام المحلية التي تناقلت خبرها ومبادرتها في رعاية المريضات بداء السرطان منذ 2008.
وتتحدث المريضات اللواتي وجدن في بيت الحاجة خديجة مأوى آمناً لهن عن كرم بالغ تقوم به عن طيب خاطر صاحبة البيت التي جعلت من منزلها وأسرتها مقراً لجمعية قانونية تهتم بأحوال مرضى السرطان.
وهي لا تتردد في تهيئة الطعام للمريضات، وفي إعداد كؤوس الشاي وأطباق الحلوى لهن، وحثهن على قراءة القرآن والأذكار والصلاة جماعة في غرفة جعلت منها مسجداً يصلين فيه سائر النهار.
ولا تقف مبادرة السيدة خديجة عند هذا الحد، بل حولت بيتها إلى ورش تعليمية وتربوية مفتوحة من أجل محو الأمية لدى المريضات اللاتي لا يعرفن القراءة ولا الكتابة.
وبدأت ملامح مبادرة الخير هذه تتبلور في ذهن الحاجة خديجة منذ عامين، حين شاء الله تعالى أن يتوفى زوجها بسبب مرض السرطان بعد أن عانى من تبعاته الصحية مدة طويلة، فنذرت نفسها أن تقاوم هذا المرض بمساعدة المريضات المحتاجات اللائي لا يجدن المبيت والإيواء في الرباط، ممن يأتين من بلدات وقرى بعيدة، وفوق كل ذلك جعلت من عملها هذا صدقة جارية لزوجها المتوفى.
وتختلف معاناة المريضات في بيت الحاجة خديجة :
- من مريضة بداء سرطان الرحم .
- إلى مريضة أخرى بسرطان الثدي .
- إلى أخرى تعاني الأمرين من سرطان في الأمعاء وما شابه ذلك.
لكن صدر السيدة خديجة - ومعها بناتها - يفوق كل حد، حيث إنها تعاملهن على أنهن أخت أخوات أو أم حنون طيلة مدة إيوائهن إلى أن يجعل الله لهن مخرجا، أو يقضي أمراً كان مفعولاً .
وتنفق هذه السيدة من مدخراتها وما تدره عليها مهنتها كمزينة للعروسات على متطلبات المريضات ومصاريف إيوائهن وأكلهن ومبيتهن في منزلها، وتعتبر ذلك صدقة ولا تحب ذكره لأحد حتى لا يتخلل عملها الرياء بحسب تعبيرها.
لكن بالمقابل، تتمنى السيدة خديجة من فاعلي الخير والأيادي البيضاء أن يساهموا في رفع المعاناة عن هؤلاء المريضات المحتجات إلى يد تحنو عليهن من وطأة الزمن والمرض.