نعمــــــــــــــة لا تـتم إلا بنعمـــــة
التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمــــــــة القبول.
فما أعظم المصيبــــــــة إذا لم يقبل العمـــل وخاصة اذا تكبد العبد فيـــــــــــــــــــه المشاق؟
وما أشد الخسارة إن رد العمل على صاحبه ،
وبـــــــــــاء بالخسران المبين في الدين والدنيـــــــــا !
وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبه الأسباب كثيرة كان أهم ما يهمــــــــــــه معرفة أسباب القبول، فإذا وجدها في نفســـــــــــه فليحمد الله ، وليعمل على الثبات على الإستمرار عليها ، وإن لم يجــــــــــــدها فليكن أول اهتمامه من الآن:
العلــــم بهاثم العمل بهابجـــــــــــد وإخلاص لله تعــــــــــــــــــــــــالى.
ومن أسباب قـــبووول الأعــــــــــمال الصالحة،،
1- استصغار العمل وعدم العجب والغرور به:
إن الإنسان مهما عمل وقدم فإن عمله كله لايؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولايقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم،ولايرونها شيئاً، حتى لايعجبوا بها، ولايصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحــــــــــــــــــة.
ومما يعين على استصغار العمل:
1_معرفـــــــــــــــة الله تعالى،ورؤيـــــة نعمه،وتذكر الذنوب والتقصير.
2- الخوف من رد العمل وعدم قبوله:لقد كان السلف الصالح يهتمون بقبول العمل أشد الإهتمام، حتى يكونوا في حالة خوف وإشفاق، قــــــــــــال الله _عز وجل_
في وصف حالهم تلك: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} (المؤمنون:60،27).
وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون أن لايتقبل منهم.
3- الرجـــــــــــــاء وكثرة الدعاء: إن الخوف من الله لايكفي، إذ لابد من نظيره وهوالرجــــــــــــاء، لأن الخوف بلارجاء يسبب القنوط واليأس، والرجــــــــــاء بلا خوف يسبب الأمن من مكر الله، وكلها أمورمذمومة تقدح في عقيــــــــــــــــــــدة الإنسان وعبادته.
ورجاء قبول العمل- مع الخوف من رده -يورث الإنسان تواضعاً وخشوعاً لله تعالى، فيزيد إيمانه .
وعندما يتحقق الرجـــاء فــــــــــــإن الإنسان يرفع يديه سائلاً الله قبول عمله؛ فــــــــــــإنه وحده القادر على ذلك.
4- كثرة الإستغفار: مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فــــــــــــإنه لابد من النقص والتقصير، ولذلك علمنا الله تعالى كيف نرفع هذا النقص فأمرنابـــــــــــــالاستغفار بعد العبادات، فقــــــــــــال بعد أن ذكر مناسك الحج: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}( البقرة:199).
وأمر نبيه أن يختم حياتــــــــــــــه العامرة بعبادة الله والجهاد في سبيله بــــــــــــالإستغفار فقال:
{ إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}.
فكان يقول في ركوعه وسجوده:
( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) رواه البخاري.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول بعد كل صلاة فيقول: ( أستغفر الله) ثلاث مرات.
5- الإكثارمن الأعمال الصالحـــــــــــة:
إن العمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية،حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها، وإن من علامـــــــــــــــــات قبول الحسنة:
فعل الحسنة بعدها، فــــــــــــــــإن الحسنة تقول: أختي أختي.
وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذافعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منــــــــــــــــــه قرباً.
وإن أهم قضيـــــــــــــــــــــــة نحتاجها الآن:
1.أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليهـــــــــــــــــا شيئاً فشيئاً.
2.التعلم عن فضائل الأعمال وثوابهاوهمة الصحابة وحرصهم عليها مما يشحـــــــــــــــذ الهمم.
أ
--------------------------------------------------------------------------------