جدي كنت فسيحا كما الكون الفسيح فلما صرت قبرا

بيت جدي بناه جدي في اقصي القرية وقد كان الفضاء من حوله فسيح لكنه بناه ضيقا في مساحته ومن يعش فيه يشعر انه اتسع ليسع الناس جميعا ففيه سكن جدي وجدتي وعمي الاكبر زوجته وبنته وعمي الثاني وزوجته وابنه وابي وامي اخي الاكبر كل له فيه غرفة وللاولاد الفسحة التي في وسطه عاش الجميع فيه في امن وامان في سكينة ومحبة في تواد وتعاطف كانت جميعها سمات اهل القرية ولم يحدثني ابي عن اي مشكلة او خصام في البيت الي ان رحل جدي وكبر وكثر الاولاد عند ابي واعمامي فبني كل واحدا بيتا فسيحا واسعا وتركوا بيت جدي لعمي الاكبر
مرت السنون ولم يبقي في البيت الا ابن عمي وامه وزوجته ثلاثة فقط كان من المفترض ان يكون البيت واسعا لكن للاسف اتسع البيت وضاقت الصدور
صار البيت قبرا لزوجة عمي فمنيت فيه بزوجة ابنها التي جعلت من هذا البيت الذي عاشت فيه زوجة عمي جحيما في كل يوم مشكلة جديدة تبدا بسيطة وتكبر ومعها يكبر الهم في صدر زوجة عمي ويضيق هذا البناء حتي صار اضيق من القبر فرحلت زوجة عمي كمدا وحزنا واختار لها الله قبرا عله يرحمها ويكن اوسع من هذا البيت
وانا الان اسال لم تبدلت اخلاق الناس لم لم يعد الاخ يصبر علي اخيه لم الحسد ملا القلوب وسكن النفوس لم عاشوا جميعا في جزر منعزلة لا يكاد الواحد يري فيهم اخيه الا في ما ندر وشاءت الظروف
اين اخلاق اجدادي هل رحلت معهم
لازلت اذهب الي بيت اجدي اشمه واشم فيه انفاسهم الطيبة اسمع فيه صدي كلماته ووصايه لابنائه بوصايا سمعها من ابيها كانت كفيلة لتجعل من البيت الضيق فضاء فسيح كما الكون