خاطرة: (تصاف مع نفسك)
خالد بن سعود البليهد
ما أجمل أن يكون المرء متصافيا مع نفسه مصالحا لها راضيا على حاله معلنا حالة الاطمئنان والفرح لا يلوم نفسه على ما فات وحصل ولا يحزن على ما مضى ولا يخاف مما سيأتي قانعا بما قسم الله له من الرزق والحال يقول في نفسه أنا أسعد إنسان وأغنى إنسان ، إن اطلع على عيب أو نقص في نفسه نظر إلى محاسنه فحمد الله على عطائه ، لا يحمل في قلبه غلا ولا حسدا على أحد من المسلمين لا يعرف الإساءة لأحد خال قلبه من شعور الكراهية وطن نفسه على العفو والإصلاح ، فإذا أساء إليه أحد قابل ذلك بالإحسان ولم يشغل باله تلك الإساءة أو تستغرق تفكيره. بل لا يحسن العداوة والمبارزة وليس في قاموس حياته أعداء. الناس في نظره إما محب أو صاحب. فمن عاش تلك الحالة كان من أسعد الناس ولو بات طاويا فقيرا. ومن كان عدوا لنفسه معاديا لغيره ملأ قلبه بكل ما يستقبح كان شقيا لا يتنفس روح الحياة ولا يذوق طعمها الرائع ولو كان غنيا كثير المتاع.