هناك مشكلة تؤرقني كثيرا وهي أنني أتردد

هناك مشكلة تؤرقني كثيرا وهي أنني أتردد – دائما - في اتخاذ قراراتي بشكل دائم , وأحيانا أؤجل العمل الذي أقدمت عليه مرة وأخرى مما يسبب لي ضيقا كبيرا ربما دفعني مرارا إلى ترك هذا العمل ..!!! هذا الأمر يقلقني ويزعجني بشدة فماذا أعمل ؟؟


الجواب

الأخ المكرم ذكرت في سؤالك أنك تعاني من التردد في كثير من الأمور اليسيرة وتأجيلها حتى يصبح تفكيرك فيها يسبب لك ضيقاً وقد تترك العمل مرة واحدة والإجابة عن سؤالك الكريم : أود أن أشير إلى أن ما ذكرته في سؤالك من معلومات لا يكفي للوصول إلى تشخيص محدد للحالة ، عليه سوف أقوم بسرد كافة الاحتمالات التي قد تفسر سبب التردد من الناحية النفسية :-
1- قد يعود السبب إلى الإصابة بمرض الاكتئاب , والذي من أعراضه : كثرة التردد , وعدم القدرة على التركيز , أو اتخاذ القرار بشكل سريع ومن أعراضه - أيضاً - الإحساس المتكرر , أو الدائم بالحزن والضيق وفقدان المتعة في أمور كانت ممتعة – سابقاً - والميل للعزلة الاجتماعية والانطواء ، كذلك وجود اضطرابات في النوم وفي الشهية للطعام ( بالنقص أو بالزيادة ) والإحساس بالخمول , وعدم القدرة على العمل , وفقدان الإحساس بلذة الحياة , وتمني الموت والذي قد يتطور إلى التفكير في الانتحار أو الإقدام عليه فعلاً .
كما قد يكون هناك فقدان جزئي أو كلي في الرغبة الجنسية .
2- وقد يكون السبب في التردد هو الإصابة باضطراب الشخصية الانضباطية ( الوسواسية ) وهذا النوع من الشخصيات يميل كثيراً إلى التردد في الإقدام على أي عمل أو اتخاذ أي قرار ؛ خوفاً وحذراً من الوقوع في الخطأ , ويكون هذا التردد زائداً عن الحد الطبعيّ الذي قد يصاحب الإنسان في لحظات اتخاذ القرارات أو الإقدام على أي عمل جديد بشكل يعيق حياة الفرد ويؤدي إلى نشوء العديد من المشاكل ، كما يتسم صاحب هذه الشخصية بكثرة الاهتمام بالتفاصيل بشكل مبالغ فيه , وبطريقة تؤدي إلى عدم القدرة على إتمام المهام الموكلة إليه ؛ بسبب انشغاله الزائد بالتفاصيل الغير هامة ، كذلك فإن هذه الشخصية تتسم بعدم المرونة في التعامل مع الآخرين والانضباط الزائد في المواعيد والاهتمام بالترتيب والنظام .
3- قد يكون السبب في التردد - أيضاً - الإصابة بأحد المخاوف المرضية , ولا سيما الخوف الاجتماعي ( الرهاب الاجتماعي ) حيث تتطلب بعض المهام مقابلة الجمهور أو التحدث إليهم وهذا الأمر يشكل عبئاًَ كبيراً للمصاب بالرهاب الاجتماعي , حيث يكون لديه مخاوف شديدة من مقابلة الجمهور والتحدث إليهم , حيث يصاحب هذا العمل حشرجة في الصوت ورعشة في الأطراف وضيق في التنفس , وازدياد في ضربات القلب والإحساس بالرهبة ؛ لأن الأنظار جميعها تتجه نحوه ، مما يؤدي إلى التردد في الذهاب للمناسبات الاجتماعية وتجنب مواجهة الجمهور .
وأخيراً .. أشير على الأخ السائل الكريم بضرورة عرض نفسه على طبيب نفسي يثق في علمه ودينه وأمانته إذا كانت المشكلة ذات حجم كبير .












ا

-----------------------------------