قصه فيها عبره

في قديم الزمان والعصر والأوان كان فيه زوجين يحبون بعض
وربي رزقهم الذرية الطيبة وكانت هذه الأسرة مضرب المثل في
المثالية ...الناس ماتدري عن أسرار البيوت ..
ولكن الزوجة لاحظت أن الزوج منشغل تفكيره عنها وكان يشتغل فترتين لأنهم يريدون تعمير الأرض التي أشتروها ويخرجون من الملحق الشعبي التابع لوالد الزوجة

وشعرت الزوجة أن الزوج يشغل باله أمر ما ...وصار بينهما فجوة كبيرة على الصامت ..
الزوج لم يقصر في طلبات البيت وشئون الأسرة ..والزوجة تبذل جهدها بين بيتها وعملها وأولادها ..
وكانت تراقب الموقف وتحاول معرفة السبب ولم تستطع ..
وكانت لاتحب أن يطلع أحد على مافي نفسها ..
حتى تفضل الصورة الطيبة عنهم مستمرة وحتى لاتفتح على نفسها أبواب لاتستطيع إغلاقها ..

وفي مرة حكت لإحدى الصديقات تلميحات عن وضعها ..
قالت لها الصديقة :يمكن شعر بالروتين والملل ..
الأخرى قالت:والله مافيكم إلا العين كلن يقول مافي مثل هذه الأسرة السعيدة ..
عادت الزوجه للتفكير وحاولت تعمل تغيير لعل وعسى ..
فكرت وفكرت وجمعت أولادها الكبير في العاشرة من عمره ربي يحفظه والأصغر في الرابعة ربي يحفظ الجميع ..
وقالت لهم: وش رأيكم نعمل مفاجأة لبابا ؟؟
كلهم قالوا: أيه أيه أيه (نعم)ياسلاااااام (حتى الأطفال يحبون المفاجاااات)
وذهبت وأشترت هدايا للزوج وعملت حفلة هي التي صنعت
أطباقها ذلك الزمان ما في مطاعم ..
وألبست أولادها وكأنهم سيذهبون لحفلة ..وهي لبست فستان سهرة وتزينت ..
ورتبت البيت وعملت بعض التغييرات ..
وهااااا....ساد الصمت حضر الزوج الكريم والكل يتمنى مشاهدت مظاهر الفرحة على محيااااه ..
وكل شيء تم كما رتب له ..
ودخل ووجد المنظر الذي يسر الخاطر الأكل الذي يحبه والزوجة متزينه والأولاد الإبتسامة المشرقة تشع من عيونهم قبل مباسمهم ..
ولكن ..
كانت ردة الفعل باااااارده ..
جلس وتناول الأكل بصمت ..ثم قدمت له الهدايا ..وأخذت الصور التذكارية لهذه الحفلة المبهجججججججججه..

لم يحصل أي تغيير ..
صارت المرأة تراقبه وهي تشعر بالحزن العميق في داخلها ولكن لا تجد من يقدم لها النصيحة والإرشاد ..وحتى والدتها الطيبة الصالحة لاتريدها أن تشعر بمعاناتها ..ولاتريد أن تهز صورة الزوج ..
وصارت عندما تضع أغراضه في ثوبه النظيف تحاول معرفة
شيء يدلها على سبب التغيير ..
ولكن لم تجد شيئاً ..
إلا مرة وجدت ورقة صغيرة كتب فيها بيت شعر واحد يدل على أن كاتبها يشعر بالحزن ..ولكنها لم تستطيع المناقشه ليس خوفاً
منه ولكن
خشيت من الصدمة وأن ينهار البيت ..
ومرة أخرى وجدت بوك رسائل نزعت منه ورقة ولكن الكتابة
كانت محبرة على الورقة التي تليها ..
حاولت معرفة شيئ مما كتب ..!!!
ولم تصل لشيء ..
وبعد أن تعبت من التحليل والتفكير توصلت لحل ..
جاءت أمامه وهو جالس وهاديء
وقد أستجمعت قواها وضبطت أعصابها وتصنعت الهدووووء
وقالت له:
أبو فلان !!
ترى المثل يقول (كل كره وأشرب كره ولا تعاشر كره )الكره الشيء الذي تكرهه وليس كرة اللعب ..
يابو فلان إذا ماودك تكمل المشوار معي تراك بحل والله يوفقك
ولا تشيل هم العيال ترى هم رأس مالي وسأبذل جهدي معهم
والحياة تسير والله يساعدني ..
نظر لها وقد تبدل لونه
وقال :وش تقولين !! بلا خرط وش العيال ما العيال ..ترى لو ماودي بالعيش معك ماهمني أحد!!!
شعرت الزوجة ببعض الراحة ..
آآآه الحمدلله البناء سيستمر ..
تشجعت وقالت :
ليش متغير ؟؟؟
قال :ماتغيرت ..ولكن كثرة العمل والدوامين متعبة ..
قالت :هذا ليس السبب تستطيع ترك الدوام المسائي ..
قال: لا ..نحن محتاجين لبناء الأرض ولابد من العمل ..
قالت :ولكن التعب الجسمي لا يؤثر على ا لنفس ويجعلك منصرف التفكير شارد الذهن ..
أنهى الحديث مثل عادة الرجل الشرقي الأصيل ..الذي لايجد
كلمات تريح النفس المتوترة ..
الزوجة الآن أطمئنت أن الأنشغال لن يصل للفراق ..الحمدلله ..
بدأت تتأمل أكثر وتعرف مايوتره وتتجنبه ...
وصارت تدعي ربها ..أن يكفيها ما أهمها ..
وفي يوم قال لها :
جاء العمل مدير جديد غير الأول وهذا طيب ومن نفس العاصمة

قالت له:الحمدلله حتى يقدر شغلك وإخلاصك ..
وبعد مدة قال لها :
ماشاء الله المدير زوجته من عائلة آل فلان ويقول خالتها بتزورها وهذه الخالة بنتها متزوجة من رجل مهم ...يعني الخالة مهمة ..
قالت الزوجة :ماشاء الله تبارك الله ..ونحن وش علينا منهم ..

قال الزوج وهو متحمس ووجهه مشرق :
الخالة الكريمة مشتهية أكلة مشهورة في الطائف وهوسألني
وين نجدها ..

قالت الزوجة: قله موجودة في المكان الفلاني معروف ومشهور !!
قال الزوج وهو يبتسم: ولكن المدير يريدني أنا أحضر له الأكلة !!
الزوجة شعرت وكأن الأرض تدور بها ..وصمتت

الزوجة عندما أخبرها زوجها تضايقت جداً وعرفت بفطرتها أن الأمر قد يتطور مع التغيير الذي حصل ..
ركزت كثير في حياتها معه أتنبهت لأشياء كانت غافلة عنها ..هي تعتقد ذلك ..
وكانت حريصة على أن تكون شخصية زوجها ذهبية لاتتبدل وتنجح في التحدي ..
وفي يوم كانت ترتب دولابها وتنظف وشاهدت ورقة !!!!!!!

قلبتها تلاحقات دقات قلبها ثم ذكرت ربها وأستغفرت وحوقلت ..
ونظرت مرة ثانية ..
كان الشيطان يتراقص ويتمنى الأنتصار حتى يهوي البيت ..
أعوذبالله من الشيطان الرجيم ..
صمتت وعندما هدأت جداً ..
جاءت لزوجها العاقل الرصين وقالت له:
وش ها الورقة لقيتها في الدولاب ؟
قال:أيه هذي ورقة مقاضي لبيت مديرنا !!
قالت :أيه يعني هو مايعرف يقضي (وكانت تضغط على أعصابها حتى لا تعلو لهجتها ثم يعاند ويقول ما يزيد همها هم )
قال وهويبتسم حتى يرطب الجو (ترى التعوذمن الشيطان وذكر الله مهم قبل أي حوار )
يابنت الحلال ولد المدير صغير توه عمره15سنه وقال المدير ياليت تعلمه
كيف يتقضى مقاضي البيت علشان بعدين يروح مع السواق ..
الزوجة عندما شاهدت زوجها هادي
قالت:الله يستر ماتكون المرة القادمة ملابس خاصة للزوجة والبنات ..وتصنعت الضحكة التي تدل على القهر ..
وصمت الزوج ...عرف أنها غير راضية ....


وفي يوم جاء من العمل وقال بسرعة الغداء !!
قالت الزوجة :خير وش فيه !!
رد عليها حتى يقطع أي مناقشه بينهما ..
شوفي ولا كلمة ما أتحمل ولا كلمة فيه غداء جاهز أو مافي داعي عندي شغل !!
قالت له الزوجةوهي تتصنع الهدوء: معليش ماجهز الغداء لأنك مبكر شوي ..
قال :خلاص مع السلامة المدير معطيني شغله ضروري أخلصها له في المدينة القريبة تبعد ساعة ..
قالت الزوجة: يعني ماتصلح إلا هناك !!!
تغير وجه الزوج وكأنها غاضب
وقال :قلت مابي كلام كثير ومع السلامة ..
وخرج من المنزل ..كان هذا اليوم نهاية الأسبوع وكان عند الزوجة موعد
للذهاب مع زوجها ..الموعد ليس مهم وتأجيله عادي ولكن النار
شبت في كبدها وشعرت بالقهر ..
إلى متى يامدير .....
تغدت هي واولادها وخلصت بسرعة شغل بيتها وجلست تفكر ..
لايمكن أن أستسلم ...وخيالها وداها بعيييد ..شوي والمدير يعجب بالسنافي ويقربه أكثر ..ومافيها شيء الشرع محلل له زوجة ..
وتذكرت قصة الوجيه وكيف كان بيزوجه أخته حتى يبقى لجواره ..

وفي قمة ألمها وضيقتها وهي لوحدها في الغرفة..

أخذت الهاتف ..
هي تعرف رقم بيت المدير ..
وأتصلت وهي تحاول التماسك وضبط الأعصاب ..
وقالت:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كان المدير هو الذي يرد الحمدلله ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أنا أم فلان زوجة فلان !!
حياكم الله ..
يا بو فلان أنا أبكلمك وأعتبرني أختك وأسمع مني وكلامي أياك يصل لزوجي ..
هاااا وش صار؟؟
يابو فلان أنت رجل طيب كما أسمع عنك ولاتريد تخريب بيوت الناس
وأظن زوجي مايستاهل تشرد عياله وتسبب له المشاكل ..
أنا جداً متضايقه من طلباتك له وصار بيينا مشاكل قد تصل للفراق (زودتها الزوجة عندما سمعت صوت المدير متفاجيء)
اليوم كان عندي موعد مهم وتركه علشان يحضر لك ماطلبت ..
هو خجلان منك لانك طيب ..ولكن ما أظن طيبتك تتسبب في الخراب ..
قال المدير:طيب طيب مايصير إلا الخير ..
قالت الزوجة: أسمع الله يوفقك هذه المكالمة لا يدري عنها زوجي
ترى لو درى بيحصل مالايحمد عقباه !!!!
قال :طيب طيب ..
شعرت الزوجة براحة كبيرة عندما أجرت المكالمة ..ولكن ضميرها أنبها
وبعدها شعرت بالخوف ..يوووووووووه لو المدير علم زوجي
لابد بيكون ردت فعله عنيفة ويحصل ما تخوفت منه ..

ثم طمنت نفسها ..
هين والله لوحصل شيء لأطربقها على رؤسهم ..

وفي نهاية المحاورة توصلت لأمر ..
وهو إظهار أنها زعلانه ولا تتكلم معه إذا حضر ...سلاح المسكينة ..
(نصيحة عودي زوجك على أسلوب حلو للإستقبال والترحيب به عندما يدخل البيت ..ولاتنسي أخذ شماغه وتعليقه وأنتي تمدحين رائحة عطره
وتدعين له بطول العمر وكثري المدح )
علشان عندما يصير خلاف ألزمي الصمت وتوقفي عن الأشياء الحلوه ..
ولكن لاتقصري في أمور بيتك وواجباته العادية

صار شعورها بين الراحة والندم ولكن كانت لابد أن تتصرف هي لاتقبل القهر ابداً..
وهذه المرحلة كانت مرحلة البحث عن مفاتيح السعادة التي تستطيع بها تسيير مركبها في الحياة التي تتلاطم أمواجها وحتى تنجو سفينتها من الغرق الحرق او التحطم لابد من البحث والتنازل والتغافل والتغابي
وقد يصحب ذلك بعض التهور الذي يكون الإنسان مجبور عليه عندما
تنغلق عليه الحيل ..

بسرعة الزوجة أنهت أعمال البيت وتعشت مع أطفالها وذهبت بهم للنوم
وسارعت للإرتماء على سريرها لتتصنع النوم ..
لأنها حسبت لكل شيء حسابه ..
لأنها قد جربت المناقشه مع زوجها ولكنه قوي اللغة متمكن من الجواب
سريع البديهة يقلب الطاولة عليها وتكبر المشكلة لأنها تتفرع لامور كثيرة
تبعدها ان المشكلة الأنية ..

إذن المناقشة لن تفيدها ..

الآن دور الصمت لعل وعسى ..

شعرت بدخوله الغرفة وتصنعت النوم ..!!
أستلقى ومالبث أن راح في سبات عميق ..مايلام سفرة وركضة حتى يرضى المدير ..
والحقيقة ..هو طبع فيه يحب مساعدة الأخرين وتقديم سعادتهم على سعادته ..حتى واحد من أولاده أخذ طبعه الله يسعدهم ويوفقهم لكل خير ويبصرهم بمايجب عليهم ..
مساعدة الأخرين طيبة ولكن فيه أولويات ..ولاتكون سعادة أحد على حساب نفسك وأهلك ..
وفي اليوم الثاني نهضت الزوجة نشيطة وحضرت الإفطار وجلس الجميع ولكن لا كلاااااااام ...
وقالت في نفسها: الله يستر البارحة ما أمدى المديرة يقول شيء !!!!!!
ولكن الوعد يوم السبت !!!!
ومرت الأيام ولم يحصل ذكر للموضوع ..
الحمدلله بدأت تدعي للمدير والله أنه أصيل (الله يرحمه أدعو له بالرحمة)
ولكن مراقبتها له مستمرة .
وبعد أياااااام سألت زوجهااااااااا.
وش أخبار المدير وأهله ؟؟؟(نساء كيدهن عظيم)
رد :الحمدلله بخير ..
ولكن الرد يدل على ان المدير بدأ يستغني عن الوزير ..
اللهم لك الحمد ..
وفي يوم قالت له:
ودي أزور زوجة المدير أتعرف عليها !!
قال : مافي داعي ..ثم ذكر بعض سلبيات المدير الإدارية وكيف انه
يعمل كذا وكذا ......
الحمدلله رب العالمين ..أستجاب الله دعاء الزوجة