ردَّ على تصريحات مصمِّمة الأزياء نهلة الخريجي بأن السعوديات مللن لبس الأسود
العتيبي: ارتداء الفتيات العباءات المزركشة يجعلهن مُطْمَعاً لضعاف النفوس
سلطان المالكي – سبق – الرياض: حذَّر الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي، مدير الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف، من تفشي ظاهرة ارتداء الفتيات العباءات المطرَّزة والملوَّنة، التي عليها رسومات ونقوشات، وقال إنها مدعاة للفتنة ولَفْت الأنظار للمرأة، ووصف ما صرّحت به مصمِّمة الأزياء السعودية نهلة الخريجي بأن "الفتيات مللن العباءة التقليدية" بأنه يفتقد الدقة، ولا توجد إحصائية تدعم هذا القول، وأن الواقع يقول غير ذلك.
وأضاف الشيخ بدر العتيبي لـ"سبق" بأن على المرأة المسلمة أن تلتزم بالضوابط الشرعية في ملبسها، وقال: "إن إطلاق القول بأن الفتيات مللن العباءة التقليدية، كما زعمت الخريجي، لا يجوز إلا بعد دراسة إحصائية دقيقة، ولم يرد في اللقاء المذكور ما يُثبت صحة هذا الإطلاق، بينما الواقع ينقض ذلك يقيناً؛ فالحكم للأغلب والأشهر والأظهر، والناظر اليوم في المرافق العامة والخاصة كافة يرى التمسك بالعباءات التقليدية كما يسمون، وهي العباءات الخالية من كل ما يلفت الأنظار".
وأشار الشيخ بدر العيبي إلى أن الإسلام دين شامل كامل؛ تكفَّل بجميع نواحي الحياة الفردية والاجتماعية، بما في ذلك اللباس، الذي جاءت أحكامه وآدابه في القرآن الكريم بصريح القول ومنصوصه، والله تعالى يقول {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...}، وهذا يدل على أن المرأة مطالَبة في الأصل بإخفاء الزينة إلا ما لا يُستطاع إخفاؤه، وهذا مُفسَّر عند علماء التفسير بما لا يمكن إخفاؤه. قال ابن كثير: "قال ابن مسعود: كالرداء والثياب، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب؛ فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه، ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه".
وأكد أن التزام المرأة أثناء خروجها بلباس لا يميزها عن سائر النساء، ولا يستدعي الأنظار إليه، أستر لها وأحفظ، وقد جاءت الشريعة واقية للمرأة من أسباب الفتنة. علماً بأن ما شذ المألوف اتجهت إليه الأنظار، ومن ذلك لباس الشهرة، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والمرأة التي تلبس عباءة ملوّنة، وفيها من الرسوم ما فيها تنادي الأنظار للالتفات إليها، وتصير حينئذ العباءة في الوقت نفسه زينة، وقد أُمرت بإخفاء زينتها إلا ما يشق حجبه، والاستثناء يفيد القلة؛ فلا يظهر إلا القليل من الزينة مما يشق حجبه، فكيف ينادى إلى إظهار الزينة كاملة بعباءة فيها الرسوم والألوان و"التطريزات"؟
وقال الشيخ ابن طامي العتيبي إن العباءة الملوَّنة والمحتوية على الرسوم والتطريز لما غلبت عليها الزينة صارت ثوباً آخر، فكأن المرأة لبست بذلك ثوبَيْن؛ فهي بحاجة إلى ما يستر ثوبها الأعلى عن الأنظار! وقد يكون في الإذن بالعباءة المطرَّزة والملوَّنة مطية للتخلي عنها أصلاً؛ إذ قد يأتي زمن تقول المرأة "صارت العباءة ثوباً على ثوبَيْن"؛ فتكتفي بالثوب الأدنى عن الثوب الأعلى!! وهذا من مكائد الشيطان ومكره.
واختتم بالقول بأن الواجب على المسلمة التمسك باللون المعتاد "الأسود"، وعلى ذلك كان نساء السلف، وتكون خالية من الرسوم والألوان و"التطريزات"، وتكون مع عامة النساء في الخارج بما لا يميزها عن غيرها وبما لا تجعلها محطاً للأنظار وطمعاً لضعفاء النفوس