خلع النظارة السوداء
لم يعد التفاؤل أمنيات سعيدة وأفكارا جميلة، بل صار التفاؤل علماً وفناً يدرس ويطبق في أغلب العلوم النظرية والتطبيقية.
التوكل معنى عظيم فيه التفاؤل: ففي قصة يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه الحبيب ولمدة أربعين عاماً لم يقل إلا: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} . بل عندما فقد ابنه الثاني واشتد الكرب قال: {فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً}!! قمة التفاؤل.. قمة التوكل... وعندما رد إليه ولده قال: {ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون}
قال عالم نفساني دارس للطبائع البشرية وخصائصها النفسية: إن أسمى خصائص الإنسان قدرته على تصيير القوى السلبية قوى إيجابية.
· سجن ابن تيمية- رحمه الله – فأخرج من سجنه علماً جماً.. فكان يقول في حبسه: \"إنها لتمر بقلبي ساعات أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فهم في عيش طيب\"..!!
· عوقب السرخسي بوضعه في قعر بئر لسنوات عديدة فكان طلابه يلتفون حول البئر فأخرج عشرين مجلداً في الفقه..!
· أديسون عالم الفيزياء طرد من المدرسة فسجل باسمه ألف اختراع..!!
إذا داهمتكِ مشكلة فقلِّبي زواياها حتى تحصلي على الجانب المشرق منها.. وإذا ناولك شخص كوب ليمون فأضيفي إليه حفنة من السكر.. وإذا أهدي إليك ثعبان فخذي جلده الثمين واتركي باقيه.. وإذا لدغتك عقرب فاعلمي أنها مصل واق ومناعة ضد سم الحيات..!!
التفاؤل شفاء للأسقام، وراحة للأبدان، ورضا بقضاء الله.. فكم من مريض غالب مرضه وقهر آلامه بالتفاؤل.. كم كان للارتياح والسعادة عظيم الأثر في شفاء الأسقام، أعظم بكثير من العقاقير الطبية!!
إن مقولة \"تفاءلوا بالخير تجدوه\" ليست مخدراً نفسياً ولا جبيرة لخواطر كسيرة، إنما هي إيمان يستند إلى أساس، فهي نوع من أنواع الإيحاء الذاتي.. ذلك أن النفس كما الطفل، إن أوحي إليها بالألم تألمت، وإن أوحي إليها بالبهجة ابتهجت!!
ولكن، كيف يجد الخير المتفائل بالخير؟ إنه ينطلق من روحية الأمل التي تبدد الأوهام وتذلل العقبات، فيقول المتفائل بالخير: سأنجح في الامتحان إن شاء الله، استعدادي جيد، سأتغلب على المشكلة التي واجهتني بالأمس.. لدي أكثر من حل.. لقد رجوت الله في هذا الأمر ولن يخذلني.. ها هي ابتسامة الثقة تشرق بها روحي على شفتي.. توكلت على الله فهو حسبي.
بعكس ذلك المتطير المتشائم، فهو يوحي لنفسه بكل ما هو سلبي قاتم!! فحتى لو كان على استعداد جيد لخوض الامتحان فإنه يقول: لا أعتقد أني سأنجح..أنا حظي عاثر..الفشل حليفي.. ستكون الأسئلة صعبة ولن أستطيع الإجابة عنها!!
وبذلك يضعف عزمه ويضيع ما لديه من إمكانات، ويرتبك في أثناء أداء الامتحان حتى يفشل فعلا..!!
حبل التفكير:
تخيل حبل طويل ومستقيم، ويشبه هذا الحبل التفكير وأنه يجب أن يكون ممتداً ومستقيماً وأن لا تكون نظرة الإنسان قاصرة بل ينظر إلى المدى البعيد.. يسانده في ذلك مبادئ يستقيها من الشرع الحنيف.. ثم تعلق على هذا الحبل عبارات تكون قد وزعت مسبقاً على بعض الحاضرات، فتقوم كل منهن بتعليق عبارات على الحبل (باستخدام مشابك الغسيل) وتعلق عليها. ومن هذه المبادئ:
1- قال تعالى : {وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}.
2- قال تعالى : {فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا}، قال عليه الصلاة والسلام في تفسير هذه الآية: \"لن يغلب عسر يسرين\" .
3- قال تعالى في الحديث القدسي : \"أنا عند ظن عبدي بي\".
4- قال صلى الله عليه وسلم: \"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له\".
5- مهلاً فقد يلد الأسى أفراحاً فـالليل للحيـــــاة صباحــــــــــا
6- أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
7- اصنع من الليمون شراباً حلواً