السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا WHISPER
بل أنا التي تفتخر بكم
وللمقال بقية
جهود ابن الدريهم في علم التعمية (التشفير):يتبين من استعراض أسماء المؤلفات الآنفة مبلغ عناية ابن الدريهم بعلم التعمية وتفننه به، وقد حظينا في بحثنا الطويل عنها بخمسة منها نحتفظ بمصوراتها وهي: مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز[14]، وغاية المغنم في الاسم الأعظم[15]، وقصيدة في حل رموز الأقلام المكتوبة على البرابي[16]، وذات القوافي[17]، ومنهج الصواب. وسأقصر الكلام هنا على مفتاح الكنوز والقصيدة لأنهما في الصميم من علم التعمية.
1- مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز:
بسطنا الكلام على هذه الرسالة تحقيقاً ودراسة وتحليلاً في كتابنا "علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب"[18]، وسأقتصر هنا على الإشارة إلى أبرز معالمها:
اشتملت الرسالة على الموضوعات التالية وقد جعلنا كلاً منها في فصل:
أولاً: عُدَّة المترجم: ما لابد منه لمن يعاني هذا العلم من معرفة مايلي:
1- اللغة التي يروم حلّ قلمها: (عربية- عبرية- مُغلية- فارسية...).
2- قواعد هذه اللغة: (وخصوصاً من الناحية الصرفية).
3- تواتر الحروف فيهاحروف المد واللين هي الأكثر استعمالاً في كل اللغات). 4- رسم الحروف (تقطيعها ووصلها): (كل الأقلام مقطعة خلا المغلي والسرياني والعربي فإن حروفها توصل وتقطع).
5- عدد حروف كل لغة: (المغلي 17حرفاً - الأرمني 36حرفاً...).
6- الألفبائيات والأبجديات: (الأولى للحروف والثانية أقلام الحساب).
7- ضروب التعمية: وهي كثيرة أفرد لها الفصل الثاني.
ثانياً: ضروب التعمية:وهي ثمانية وفق ماعرضه ابن الدريهم:
1- المقلوب.
2- الإبدال: (إبدال الحرف بآخرَ على اصطلاح معين كأبجد، أو بيت من الأبيات المشهورة التي تشتمل على كل الحروف).
3- زيادة عدد الحروف أو نقصانها: (تكرارها أو إسقاط حرف منها حيث وقع...).
4- استعمال الأدوات: (رقعة الشطرنج - اللوح المثقب).
5- إبدال أعداد الجُمَّل بالحروف: (محمد: أربعون-ثمانية-أربعون-أربعة).
6- تعمية الحروف بالكلمات: (علي: عرفت الأمر يسيراً).
7- جعل الحروف على أسماء الأجناس: (الألف للأنام، والباء للبقول...).
8- استعمال أشكال مخترعة للحروف:
ثالثاً: مقدمة صرفية:
تدل هذه المقدمة على تمكن ابن الدريهم من ناصية اللغة، ومعرفته بأسرارها وخصوصاً ماكان متداولاً منها في عصره وبيئته، ويتبدى ذلك في عرضه للحقائق التالية:
1- أطوال الكلمات:
- أقلها على حرف واحد: [فِ (الأمر من وفى) - قِ (الأمر من وقى)...].
- أكثرها على 14 حرفاً: (أفلمستنزهاتكما أعددتماها).
- حروف الزيادة (هويت السمان).
- مبلغ نهاية الأسماء دون زيادة خمسة أحرف.
- مبلغ نهاية الأفعال دون زيادة أربعة أحرف.
- الحروف الذلقية لا تخلو منها كلمة رباعية الأصل أو خماسيته.
2- مبلغ تكرار الحرف الواحد:
- في الكلمة الواحدة خمس مرات، كقولهما رأينا كُكَكاً كَكُكَكِكَ)[19]. - في الكلام المتصل تسع مرات كقوله:
لا تردِّدْ دَدُ دَدْ دَدُ دعني من فَنَدْ
[دَدُ الأول اللعب، والثانية موضع، والثالثة اسم رجل منادى].
3- اقتران الحروف وتنافرها: وهو على أنواع:
أ- ما لايقارِن بعضه بعضاً لا بتقديم ولا بتأخير، نحو: (ث: لايقارن ذ، ز، س، ص، ض)
ب- ما يقارن بتقديم، نحو: (ع مع هـ)
ج- ما يقارن بتأخير، نحو: (د: لا يتقدم على ز، ص، ط)
وقد استوفى جل حالات عدم اقتران الحروف، فجمعنا ذلك بجدول خاص[20].
رابعاً: منهجية حل الترجمة: تتلخص منهجيته بالمراحل التالية:
أ- عدّ الحروف أو الأشكال المستعملة.
ب- حصر تكرار كلّ منها.
ج- استخراج الفاصلة.
د- مطابقة تواتر وقوع الأشكال ضمن النص المعمى ومقاربته من تواتر دوران حروف اللغة. (ولابد أن يكون الكلام كثيراً ليصح ذلك).
هـ- استعمال أطوال الكلمات (الثنائية، الثلاثية...) والكلمات المحتملة.
و- ما يتقدّم الألفَ واللام في بدء الكلمة يكون غالباً أحد الحروفب، ف، ك، و).