الصراحة
عادل العبد الجبار
تتباهى كثيرٌ من الفتيات بقدرتهنَّ الفائقة على الصراحة الجارحة دون حياءٍ فلا تهتم بجرح مشاعر وإحساس الغير لينصرف عنها الزميلات.
وتعلل فعلها بأنَّ الصراحة راحة وأنَّها تدفع ثمن صراحتها غالياً وكثيراً ما تردد عبارة :
(قول الحق لم يدع لي صاحباً )
عفواً.. إنَّ الصراحة المطلقة قوامها الغلظة والشدة التي حذر الله منها رسوله في قوله تعالى : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)
فليس من العقل أن تلجأ الفتاة إلى الصراحة مع زميلتها أو غيرها بلا ضوابط وحدود وحينئذٍ تكون ردود الفعل عكسية فتؤدي إلى باب مغلق وطريق مسدود وأشد ذلك إذا ما كانت المصارحة من طرفٍ واحد بينما الأخرى تعيش عالم المجاملة..
أختي الصريحة ..
الحقيقة مُرّة وقد تكون سهماً وسماً في آنٍ واحد ربما ارتد عليك في شغاف قلبك فيقتلكِ.
فأنتِ وإنْ كنتِ صريحة إلا أنكِ تملكين قلباً رقيقاً ومعاملةً ملؤها الرّقة واللطافة فليس من المعقول أن تقابلي غيركِ بالصراحة بلا ضوابط وتتناسي لو كنتِ مكانها .
قصة.. لمياء في وقت الفسحة تأكل إفطارها سلمت عليها صديقتها الصريحة وجلست بقربها ثم ما لبثت أنْ قامت سريعاً فنادتها لماذا؟ قالت بجفوة : "أبعدي رائحتك الكريهة أولاً".
فما كان منها إلا أن أبعدتها من حياتها كلها وقد تناست أنَّها تكلم أولاً زميلتها وثانياً أختها في الله يجب أنْ تحترم مشاعر وحقوق الأخوة.
أختي الصريحة ..
إنَّ غيرك من الفتيات تملك ذاكرةً أقوى من ذاكرة الحاسوب في امتلاك حصّالة تجمع أخطاءك وهفواتكِ وأنك تحملين عوامل النقص والعيوب كما يحملها غيرك لكنهم سكتوا احتراماً للزمالة والصداقة.
مع التأكيد على أنَّ الصراحة واجبة إذا كانت نصيحة في مخالفة أو معصية لكن باللين والإقناع والمناقشة والاستشهاد بالنصوص الشرعية بعد حفظها وفهمها لا بقذفٍ الكلمات والعبارات .
المرجع : موقع يا له من دين