المصدر [أطلس تاريخ الانبياء والرسل :سامي بن عبد الله بن احمد المغلوث]
ذرية آدم الأولى
*بعد أن أهبط الله تعالى آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض، بدأت قصة الإنسان وتاريخه عليها، فتكون من نسلهما أول أمة بشرية فطرت على التوحيد..
-بيد أن الشيطان الذي توعد آدم وذريته في الأرض للتفريق بينهم - إلا عباد الله المخلصين - نجح في إحداث أول جريمة بشعة على الأرض، حينما قتل قابيل أخاه هابيل..
-قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).سورة المائدة من الآية 27 إلى الآية 30.
-وعلى الرغم من بشاعة هذه الجريمة، فقد كان المجتمع خلالها متماسكا فيما بينه، قوي مؤمنا بالله... وكان البشر خلالها في تزايد مطرد في داخل جزيرة العرب - موطن آدم وذريته - ومع هذا التنامي البشري المتزايد إضافة إلى حب ارتياد المجهول ناهيك عن طبيعة البحث عن مصادر أخرى للمعيشة بشكل أفضل مما هو متاح.. خرجت جماعات من جزيرة العرب إلى الأماكن القريبة من مناطق أودية الأنهار، في كل من العراق والشام ومصر ، وأنشؤوا فيها أولى الحضارات في العالم في الألف الخامس قبل الميلاد.
-لقد أودع الله تعالى في الإنسان نعمة العقل ، التي جعلته يستغل الأرض ، فراح ينشئ المدنيات العظيمة ، فأخذ الشيطان يتربص ببني البشر ليصدهم عن سبيل الله ، فكانت نبوة شيث وإدريس عليهما السلام في هذه المجتمعات الجديدة.
-قال السمان في كتابه: (إن نبوة شيث وإدريس أشبه بمهمة وعظية إقليمية ينشر خلالها النبي ألواناً من الحكمة والفلسفة والموعظة الحسنة، دون أن يكون لهما أثر يذكر في المجتمع الذي عاشا فيه ... وليس أدل على ذلك من أن القرآن الكريم لم يهتم بشيث مطلقاً كما لم يهتم بإدريس إلا في موضعين اثنين وفي معرض الثناء الإجمالي على أشخاص الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام).
-وعندما زاد انحراف الناس الناس عن جادة الطريق ، وارتأى كثير منهم عبادة الأصنام من دون الله تعالى ، تفشى الشرك بينهم ، ودخل الكبرياء نفوسهم ، فبذرت بذور الكبرياء وحب الذات، فنمت البذور شوكاً، وتعنكبت على الشوك مفاسد لا حصر لها ، كالنفاق والخداع والنميمة ، فبعث الله إليهم أول رسله إلى أهل الأرض من أولي العزم ، سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام .