اف ثم اف لدنيا لايدووووووم نعيمها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى(واتقوا يوماّ ترجعون إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون)اعلموا أن الآمال تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان


تحت التراب تبلى، والليل والنهار يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد، وفي ذلك ما يلهي عن الشهوات، ويسلي عن اللذات، ويرغب في


الباقيات الصالحات,تلتفتوا وانظروا وتدبروا وتأملوا بعيون قلوبكم أين من كان حولكم,كان عبد الرحمن ابن معاوية ,خلا لعبد الملك


أبن مروان، فلما مات عبد الملك ودفن وتفرق الناس عن قبره، وقف عبد الرحمن قائلاً,أنت عبد الملك، أنت من كنت تعدني خيراً


فأرجوك، وتتوعدني فأخافك، الآن تصبح وتمسي وليس معك من ملكك غير ثوبك، وليس لك من ملكك سوى أربعة أذرع في


ذراعين، أف ثم أف لدنياً لا يدوم نعيمها، ثم رجع إلا أهله فأجتهد وجد في العبادة,واعلم أنها الباقية،فدخل عليه رجل يعاتبه لأنه


أضر بنفسه، فقال لمن عاتبه,أسألك عن شيء فهل تصدقني فيها، قال نعم,قال نشدتك الله عن حالتك التي أنت عليها أترضاها حين


يأتيك الموت,قال اللهم لا,قال افتأمن أن لا يأتيك ملك الموت على الحالة التي أنت عليها,قال اللهم لا آمن,فقال، إن الطائر إذا علم أن


الأنثى قد حملت البيض، أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع,
أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر الذي ستنفرد فيه وحدك،


ويسد عليك فيه بالطين، آلا عملت لك فراشاً من تقوى الله، فمن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون,فلا يومك الماضي عليك بعائد,ولا


يومك الآتي به أنت واثق,فاستعد وأعد,زد من الحسنات، واجعل الآخرة همك يجعل الله غناك في قلبك، وتأتيك الدنيا راغمة، فجد


وسارع واغتنم زمن الشباب,وشاباّ أعطى نفسه هواها فدساها، لتقفن موقفاً ينسى الخليل به الخليل، وليركبن عليك من الثرى ثقل


ثقيل، ولتسألن عن الصغير والكبير، فعد فالعود أحمد قبل أن تقول ربي ارجعون فلا رجوع,ذهب العمر وفات، يا أسير


الشهوات،مضى وقتك في لهو وسهو وسبات,فأكثر من الاستغفار، ضاعف العمل فإن الخيل إذا وصلت إلى نهاية السباق قدمت كل ما


لديها من قوة لتفوز بالجائزة,وشيخا نسي الله في شيخوخته بعد شبابه,فارتكب الكبائر ووقف على عتبة الموت، أين الهوى


والشهوات, ذهبت وبقيت التبعات،يا من شاب رأسه فانتهك حدود الله وأعرض عن منهج الله تب إلى الله قبل أن تكون ممن لا

يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم,




خذ القناعة من دنياك وأرضى بها..لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها..هل راح منها بغير الحنط والكفن