قصه واقعيه اقرأها مع الشيخ عادل العبد الجبار
عندما جنى عليها أخوها
قبل شهر من إعداد أو من هذا اللقاء اتصلت علي فتاة قالت : عندي سؤال ومشكلة ، قلت لها : ما سؤالك ؟ .
قالت هذه الفتاة أنها لم تصلِ صلاة العصر والمغرب والعشاء بسبب أخيها الذي جنى عليها - سامحه الله - .
قلت لها : كيف ؟ .
قالت : اسمع مشكلتي ثم احكم ، قالت أن أخاها طلب منها جهازها الحاسوبي المحمول - بمعنى أن هذه الفتاة تملك جهازاً حاسوبياً محمولاً خاصاً بها - طلب أخوها منها جهازها المحمول لأجل أن يدخل به على بعض المواقع على " شبكة الانترنت " مع أصدقائه وزملائه ..هي رفضت رفضاً قاطعاً ، وكان السبب الأول في ذلك أن لا يشاهد أحداً خصوصياتها وكذلك أسرارها في جهازها الخاص بها ..تقول هذه الفتاة لكن أخوها أخذه وبدون علمها ومن الغد أعاده ، وبعد صلاة الظهر من ذلك اليوم الذي اتصلت فيه علي تقول أنها فتحت الجهاز كما هي عادتها طبعاً وفوجئت هذه الفتاة - المجني عليها إن صح التعبير بذلك - فوجئت بملفات ومجلدات على سطح المكتب ومحفوظاته ، أخذت هذه الفتاة تتفحص جهازها لترى وتشاهد كل الخنا والخلاعة والجنس في حاسوبها الخاص ، أكبت باكية وهي تردد عبر سماعة الهاتف : لقد جنى علي أخي ، لقد جنى علي أخي ..
ولهذا السبب لم تستطع هذه الفتاة أن تصلي العصر والمغرب والعشاء ردة فعل لما رأت من تلك الصور والمواقع الإباحية ..
لقد قتل هذا الأخ بأفلامه الإباحية ، وبتلك الصور الجنسية التي نسيها على جهاز أخته المحمول ؛ قتل أعز ما تملكه أخته ..
لقد قتل عفافها ، وعفتها ..
لقد قتل أخلاقها ، وشرفها ..
لقد شوش ذهنها وأقلق راحتها وهي من لا ذنب لها ولا خطيئة ..
قلت لهذه الفتاة : اتقي الله أخية ..امسحي هذه الصور ، وهذه الأفلام من جهازك .
قالت هذه الفتاة وعبراتها تسبق عباراتها : لا أستطيع نفسي تغلبني ، ثم كيف لي أن أعيش تحت ضغط التفكير في هذه الصور ، وأن هذا أمر يصعب علي لا أستطيعه لا أتحمله ..
لما رأيت ضعفها لما ؛ رأيت قلة إيمانها ؛ وكذلك عدم صبرها ؛ وكيف أنها قد أهلكت نفسها بمشاهدة هذه الأفلام وهذه الصور لمح في ذهني قصة من أجمل القصص التي سمعت بها .
قلت لها : أخية ..أنت فتاة ؛ سأحدثك بقصة فتاة ..أنت حديثة السن ؛ وسأحدثك بقصة فتاة أصغر منك سناً .
أحبابي الكرام ..
هذه القصة ؛ تفاصيلها آية ؛ صفحاتها كرامة ؛ أسطرها عبرة وهداية ..
حدثني بها أحد المشرفين على مغسلة الأموات بإيجاز ، قال لي أنه جيء لهم بفتاة ؛ أما العمر فخمسة عشر سنة متوفاة ؛ ميتة ..
يقول هذا الأخ المشرف على مغسلة الأموات أنه سأل والدها عن سبب وفاتها ، هل هو من حادث ؟! هل هو من مرض ؟! لأنها كانت حديثة السن ..
قال - وكان ذلك في شهر رمضان المبارك - كان مما قال - نقلا عن الوالد ؛ والد هذه الفتاة التي ماتت وعمرها 15 سنة - يقول والدها أني رجعت من المسجد بعد صلاة العصر ، فدخلت البيت فجلست في المجلس المعتاد في داخل البيت - يسمى المجلس العائلي - يقول دخلت فإذ بزوجتي جاءت فجلست ، فدخلت علينا بنيتي هذه التي ماتت وعمرها 15 سنة ، يقول عنها أبوها أنها كانت حافظة لكتاب الله جلَّ وعلا تحفظ من كلام الله 27 جزءاً من القرآن ، تدرس في مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، وبقي عليها ثلاثة أجزء ، بذلك تختم القران كامل تلاوة وحفظ عن ظهر قلب ، وأن أعظم أمنية عند هذه الفتاة أن تختم القرآن في هذا الشهر - شهر رمضان المبارك- وكانت قد وصلت إلى سورة البقرة ..
يقول عنها أبوها أن هذه الفتاة كانت طائعة لله ، محافظة على الصلاة ، بارة بي وبأمها ، كثيرة التلاوة للقرآن الكر يم في البيت بصوتها الندي الشدي ..
يقول عنها والدها أنها استأذنت منهما وقبَّلت رأسه ورأس أمها ثم صعدت إلى غرفتها في الدور الثاني ، وقبيل آذان المغرب ، وقبيل الإفطار صعد إليها أبوها لكي يناديها كي تعد للإفطار مع أمها كما هي عادتها ..
لما صعد والدها الى غرفتها وجدها ساجدة و المصحف بجانبها ، وقف الوالد ينتظر لعلها أن تنتهي من سجدتها - ولا شك الآن السجدة سجدة تلاوة لأن الوقت وقت نهي - .. انطق يا زمان ..تحدث يا تأريخ ..
ما تفاصيل ما حصل بعد ذلك ..
بقيت هذه الفتاة ساجدة مدة طويلة وحينئذٍ خاف والدها عليها ، فجثا على ركبتيه يناديها : بنيتي ..يناديها لكنها لم ترد عليه ..
فمد يده فحركها ..
فسقطت معلنة خروجها من هذه الدنيا ، لكن على أحسن حال ..
لقد ماتت هذه الفتاة ساجدة ، صائمة ، حافظة ، تالية لكتاب الله ..
لقد ماتت وهي البارة بوالديها ، لقد ماتت في أحسن صورة وأكرم خاتمة ، في أفضل بقعة في مصلاها ، لقد ماتت قبيل الإفطار صائمة في شهر رمضان المبارك ..
لقد بكى هذا الوالد وهو يقص هذه القصة على هذا الأخ المشرف على مغسلة الأموات ..
هنا كنت أسمع عبر سماعة الهاتف بكاء هذه الفتاة التي اتصلت علي تشكي حالها ومشكلتها ، وأنه قد استطاع الشيطان أن يتغلب عليها ..كنت أسمع بكاءها الشديد من جمال هذه القصة ، وكيف أن هذه الفتاة بلغت المنازل العليا بالطاعة ، وحفظ القرآن الكريم مع حداثة سنها ..
كانت في السابق لا تستطيع أن تمسح هذه الصور ، لكن بعد هذه القصة عاهدت الله جلَّ أن تمسح هذه الصور وتحذف تلك المجلدات