من يوقف الزمن ؟!!
كل شيء في الكون يسعى إلى نهايته المقدرة والمحتومة، حتى الثواني والدقائق والساعات والأيام تركض بانتظام نحو خط النهاية، ولا يقدر كائناً من كان أن يعطل سيرها أو يوقف سعيها إلى مستقرها الأخير، لأنها تُساق إلى الفناء بقوة قدرية خفية لا يقدر عليها أحد.
والزمن حين يهرول نحو الغروب يقتطع من أعمارنا بعضها، ويسقط من أيامنا المعلقة على شجرة الحياة بعضها، وكأنه ريح عاصفة مرسلة تنثر في دروب الماضي مفردة ثم مفردة ثم مفردات من أيامنا المعدودة والمحدودة.
إذاً، فالزمن مجبول كسائر الموجودات على الحركة، كي يقيم بحركته أحد قوانين القدرة الإلهية في حياة البشر، وهو قانون الحياة والموت.. قانون البداية والنهاية.
والعجيب أن بساط العمر يُسحب من تحت أقدام كثير من الناس وهم غافلون، رغم ما يرون في كل لحظة من مشاهد ومواقف تؤكد أنهم مدركون بسهم الموت لا محالة، بل إن الناس تفرح وتمرح كلما مر عام وأتى أخر، وكأن الأقدار قد وهبتهم أياماً جديدة سوف تُوضع في رصيد أعمارهم !!.
إن في مرور الزمان لعبرة لأولى الألباب الذين يؤمنون بأن الأيام لن تتوقف عندهم، وأن ما جرى لأسلافهم سوف يجرى لهم، لذلك نهضوا من فوق مقاعد الغفلة ليجمعوا من صالح الأقوال والأفعال ما يضمن لهم السعادة في حياة أبقى.
فإذا كانت الأيام محدودة، والأنفاس معدودة، والأعمار مرصودة.. فلماذا لا نقدم الخير حتى نترك بصمة من عمل صالح أو علم نافع، تكون بمثابة خيط اتصال بين الدنيا والآخرة؟.