الصومال المنسية..
خالد بن عبد الرحمن الحيدر
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر الله لنا زيارة إخواننا المسلمين في الصومال للاطلاع على حالهم عن قرب ومحاولة تقديم المعونة فكان هذا التقرير المختصر فأقول مستعينا بالله:
عدد سكانها تقريبا/ 9800000 تسعة مليون وثمانمئة ألف نسمه.
الديانة/ الإسلام 100٪ وهذا لا يرضي الأعداء أبدا.
الصومال بلد غنية ومليئة بالخيرات حيث ساحلها الطويل فهو أطول ساحل أفريقي وأرض خصبة لمشاريع شركات الأسماك وهي دولة تقع في منطقة القرن الإفريقي. ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن واليمن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وأثيوبيا من الغرب.
عاشت حربا أهلية مدة طويلة وحتى الآن عانا أهلها الأمرين تهدمت بسببها البيوت..وتعطلت المصالح..أصبحت مدارسهم مهجورة..ومستشفياتهم إن وجدت لم نرى إلا آثارها..وأعظم من ذلك لم نجد ولو محلا صغيرا لبيع ما يؤكل أو يشرب في جميع أنحاء العاصمة مقديشوا؛ كيف يوجد ولا يملك أهلها ولو ريالا واحدا؛ مع ما أصاب أرضهم من جفاف حيث لم ينزل المطر لمدة 3سنوات متتالية فأسلموا أرواحهم لواهبها إلا من أعانه الله ونزح لكي لا يموت نعم لايموت فقد مات منهم الكثير والكثير على حين غفلة وانشغال من المسلمين فأصبح لعباد الصليب طريق لدعوتهم بعد تغذيتهم لكن إخواننا لم يكن منهم إلا نفورا من هؤلاء المنصرين ودعوة إخوانهم المسلمين لنجدتهم..
لم نجد من يحتاج إلي طعام فقط بل وجدنا مجاعة بما تعنيه الكلمة حيث تضع الأم الحامل مولودها بكل جهد وعناء فيذهب زوجها يبحث عن طعام لها تعوض ذلك الجهد العظيم الذي بذلته في ولادتها فيجد بعد عناء طويل وتعب شديد شيئا قليلا من الطعام ربما تستطيع العيش من خلاله فيعود ليجدها قد فارقت الحياة..نعم ماتت وذهبت إلي خالقها الذي هو أرحم بها من الأمم المتحدة ومن إخوانها الذين تأخروا لنجدتها حيث لم نجد إلا النادر من الجمعيات الإسلامية.
وجدنا من يمرضون فينتظرون الموت حيث لا علاج يكفي ولا يوجد طبيب لأنه لا يستطيع المكث أحد هناك أكثر من ثلاثة أيام.
فنزحوا من مكانهم إلى أماكن أخرى ليعيشوا نعم فقط ليعيشوا فاستقروا في مخيمات داخل الصومال وعلى حدود كينيا بل داخلها يتكون منزل العائلة من أعواد صغيرة لا تتحمل ولا تقاوم هبوب الرياح الخفيفة وعليها قطع من البلاستيك والقش والكراتين البالية سعته تقريبا متر ونصف المتر في مثله أو في مترين ويسكن في هذه العشة في بعض الأحيان أكثر من عشرة أنفس.
إذا أقبلت عليهم ورأوك كاد الأمل يقتلهم من الفرح وكأنهم رأوا الحياة من جديد..إي والله رأيت ذلك بعيني يقولون ( عرب، عرب...... ) من الفرح والأمل بمقدمنا، كأن لسان حالهم يقول: الحمد لله لقد علم بنا إخواننا المسلمين وأتوا لنجدتنا إلا أنهم يتفاجأون حينما ندير لهم أظهرنا عاجزين عن تقديم المعونة لأكثرهم.
وصل عدد النازحين 4000000 مليون
وهذا العدد يزداد كل يوم وهو خطير جدا ويجب أن يكون هناك تعاون بين جميع الجهات العاملة لحل هذه المشكلة حلا جذريا.
هناك تواجد لمنظمات وجمعيات بل لدول مثل ( دول الخليج، تركيا، الجزائر، السعودية.....) وهو ضعيف جدا لا يكفي تلك الأعداد الهائلة يحتاج العمل هناك إلى تنظيم وترتيب وتنسيق بين الجهود المبذولة ليتم بناء صومال جديدة وبتوعية الناس ومساعدتهم في عدم النزوح ويكون ذلك بالتعاون الطارئ بما يلي:
1- حفر الآبار في الأماكن الزراعية القديمة لكي نساعدهم لإحياءها والعيش من خلالها لأن وجود الماء يكون مضمونا بإذن الله فإذا نزل المطر يستفاد من هذه الآبار وتختلف أسعار هذه الآبار من مكان لآخر حسب قرب الماء وبعده ويكلف حفر البئر من 3500 دولار الى 70000 دولار ويمكن شراء حفار فولاذي لحفر الآبار وتبلغ قيمته تقريبا 180000 دولار ولكن تبقى مشكلة الصيانة والتشغيل لهذا البئر فالحفر ربما كان أفضل.
2- الخدمات الصحية حيث يحتاجون مستشفيات مؤقته وطارئة لأنه تنتشر فيهم الأمراض والوفيات بأعداد كبيرة جراء نزوحهم وتجمعهم وعدم وجود دورات مياه وعدم الأمن والجفاف فالأطفال نسبة وفاتهم تقريبا ستة أطفال يوميا عدا الكبار والنساء الحوامل ومن تأتيه طلقات نارية مجهولة وهذا قليل فيحتاجون إلي مزيد من الاهتمام في الجانب الصحي ومعالجة الأطفال والعناية بكبار السن والنساء.
3- الاهتمام بالتعليم حيث لا يوجد مدارس جراء الحرب الأهلية فقد تم تحطيمها ومع نزوحهم لم يعد أبناءهم يستطيعون الدراسة فإنشاء مدارس عندهم وفي بلدهم مهم جدا جدا فأمة لا تتعلم تموت بالجهل وقد رأينا بأعيننا كيف صغارهم يحفظون القرآن ويتدارسونه في تلك العشش وقد أخذنا عينات وسمعنا قراءتهم فكانت مجودة وجميلة.
الصومال تحتاج إغاثة مؤقته حتى يتم البدء بالمشاريع الاستراتيجية الكبيرة كحفر الآبار وبناء المدارس والمستشفيات وإعمار المساكن ومتطلبات الحياة و............
كتبه/ خالد بن عبد الرحمن الحيدر
في 22/9/1432 للهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.