من مواقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان أعرابيا يعاتب زوجته ، فعلى صوتها صوته ،
فساءه ذلك منها وأنكره عليها ثم قال : والله لأشكونك
إلى أمير المؤمنين ..وبينما هو عند بابه في انتظار
خروجه ليسمع شكواه ، سمع امرأته تستطيل عليه
وتقول : اتق الله ياعمر فيما ولاك ، فهم الرجل
بالانصراف وهو يقول : إذا كان هذا حال أمير
المؤمنين ، فكيف حالي ؟؟ وفيما هو كذلك
خرج عمر ، فلما رآه قال : اهماحاجتك
يا أخا العرب ؟ فقال الأعرابي : يا أمير
المؤمنين ، جئت إليك أشكو خلق زوجتي !
واستطالتها علي ، فرأيت عندك ما زهّدني،
إذ كان ماعندك أكثر مما عندي ، فهممت بالرجوع ..
فتبسم عمر وقال : يا أخا الإسلام ، إني احتملتها
لحقوق لها علي .. إنها طبّاخه لطعامي ، خبّازه
لخبزي ، مرضعه لأولادي ، غاسله لثيابي ،
وبقدر صبري عليها يكون ثوابي ..
نظر عمر رضوان الله عليه إلى رجل أذنب ذنبا ..
فتناوله بالدره (عصاً كانت دائما معه) ..
فقال الرجل يا عمر إن كنت أحسنت فقد
ظلمتني ، وإن كنت أسأت فما علمتني ..
فقال عمر : صدقت ، فاستغفر الله لي
واقتص من عمر .. فقال الرجل : أهبها لله
وغفر الله لي ولك ...
عن أبي بكر بن عياش قال : جيئ بتاج كسرى إلى
عمر رضوان الله عليه فقال إن الذين أدّوا هذا لأمناء ،
فقال له علي رضوان الله عليه : إن القوم رأوك عففت
فعفّوا ، ولو رتعت لرتعوا ..
قال له أبو عبيده حين نزل عن ناقته عندما وصل
أرض فلسطين .. وكان بإنتظاره .. رجال الكنيسة
وكبار النصارى وخلع خفيه وخاض المخاضه ..
مايسرني أن أهل البلد استشرفوك (اطلعوا
عليك وأنت هكذا ) .. فقال له عمر :لو غيرك
يقول هذا لجعلته نكالا ، إنا كنا أذل قوم ،
فأعزنا الله بالإسلام ، فإن طلبنا العز
بغير ما أعزنا الله به .. أذلنا !!
وكان رضي الله عنه .. يطوف باليل .. على البيوت ...
فسمع أناسا يلعبون الميسر ... فتسلق عليهم الدار ..
وضربهم بالدرة وأمر بحبسهم ... فقالوا مهلا يا أمير
المؤمنين ...إن كنا أخطأنا خطأ .. فقد أخطأت ثلاثا ..
لقد قال الله تعالى (ولاتجسسوا ) .. وقد تجسست أنت
علينا ... وقال تعالى ..(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا
بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا )(النور: من الآية27)
وقد دخلت ولم تستأذن .. وقال تعالى ..
(وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(البقرة: من الآية189)
وأنت تسلقت الجدار ... قال صدقتم .. فأستغفرولي
وأعذروني ... فأستغفروا له ..
ووعدوه بأن لايعودوا لما كانوا عليه
رحمك الله ياعمر ... حكمت فعدلت .. فأمنت .. فنمت