من مفاسد تمثيل الصحابة
الشيخ عبدالرحمن السديس
1- هل يمكن أن يؤدي شخص ـ مهما كان ـ الدور المطلوب وينقل صورة واقعهم؟ قطعا لا، لماذا ؟
لأنه لا يمكن لمن شاهدك وعاش معك أن يمثل دورك تماما وترضى بذلك وترى أنه قام بذلك أتم قيام، فكيف بمن لم يره، وإنما يعرف جزءا يسيرا من سيرته؟
2- سيتولى رجال تمثيل الصحابة وسيقومون بمحاكاة أقوالهم وأفعالهم، وسيترتب زيادة يقتضيها التمثيل، وهذه الزيادة كذب عليهم.
3- هذا الممثل سيقوم بدروهم في الكلام والمشيء والجلوس والضحك والغضب والنظرات إلخ، ومعلوم أن هذه الأداور حساسة جدا وكثير من الناس يحب ويبغض بناء على طريقته فيها، وهذا سيعرض مقامهم للإزراء بهم ويقلل حبهم في نفوس الناس وسيحط من أقدارهم.
4- تمثيل دور الصحابي تقليد له ومحاكاة لأفعاله وأقواله = حق له لا يجوز أن يفعل بلا أذنه، وهو متعذر.
5- تصوير أحوالهم القديمة مع الدواب ونوع اللباس والأثاث لا ينفك عن الإزراء ويؤدي إلى اختلال التعظيم الواجب لهم في قلوب الناس.
6- سيقوم بمثيل دورهم أما كفار أو فساق أو مستوري الحال غالبا، وهذا نوع من الإزراء والتنقص لهم.
7- النص التاريخي ـ وإن روجع وضبط ـ فلن يسلم من زيادات وتصرفات الممثلين بقصد أو غيره ولا يأمن من عبث المخرج والمنتج.
8- في عامة التجارب الماضية لم تسلم من وجود المحرمات كالموسيقى وظهور النساء ونحوها .
9- بقاء صورة هذه الممثل في أذهان الناس فكلما ذكر هذا الصحابي انتقل الذهن لصورة هذا الرجل الذي قد يكون فاسقا أو كافرا.
10- تمثيل بعض الأحداث كالحروب والفتن التي كانت بين الصحابة سيبالغ في توليد نفرة في نفوس المشاهدين من بعضهم.
11- من مذهب أهل السنة والجماعة الإمساك عما شجر بين الصحابة من الفتن، ونشر هذا للعامة مخالف لذلك، خصوصا أن الأحداث كما قال ابن تيمية: كثير من الخوض في ذلك أو أكثره كلاما بلا علم".
12- من أفتى بذلك اليوم: هل يرضى أن يمثل أحد الممثلين دوره في حياته وطلبه للعلم وآخر دور أبيه وأخرى دور أمه وأدوار مشايخه؟ أجزم أنهم لن يرضوا، فأصحاب رسول الله أكرم منكم ومن آبائكم وأمهاتكم، وأولى أن يعظموا وتحفظ مكانتهم.
13- ما يقال من حصول بعض المصالح مع إغفال ما ذكر من المفاسد، سيجركم أو غيركم إلى تمثيل الأنبياء، فالمصالح هناك أكبر؟!ـ
هذه بعض الخواطر التي عرضت وإلا فأجزم أن غيري لديهم غيرها، فليتق الله عبد أفتى بذلك فخصمه غدا أصحاب رسول الله، والله أعلم.