لاحظ العالم أجمع أن الملابس التي ارتداها العقيد معمر القذافي خلال خطابه الأول بعد ثورة الـ17 فبراير كانت ممزقة من جهة "الإبط"، ولم يتفطن المراقبون إلى السر الذي كان يقف وراء ذلك إلا بعدما كشفت صوراً مطابقة حقيقة تلك الحكاية التي أضافت إلى روح خطاب "زنقة زنقة" الشهير نكهة العقيد الغريبة.
وذكرت صحيفة "الفجر" الجزائرية أنه من خلال رصد ملابس العقيد وخطاباته، يلاحظ أن الملابس التي أطل بها القذافي على العالم في خطاب "زنقة زنقة" هي ذاتها الملابس التي ارتداها العقيد أثناء إلقاء خطابه في الأمم المتحدة عام 2009، وهي الملابس ذاتها التي التقى بها القذافي رئيس الوزراء "فلادمير بوتين" عام 2008، والذي يعتبر الشخص الوحيد الذي وقف ضد قرار 1973 للأمم المتحدة الذي أقر بفرض حظر جوي علي ليبيا.
وبمقارنة خطاب "زنقة زنقة" بخطابه في الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ العقيد من داخل مقر الأمم المتحدة، نلاحظ أن هناك تشابها كبيرا في خرجات العقيد في كلا الخطابين، ففي الأول تحدث العقيد مطولا وتحدث عن العالم وحلل الموقف الدولي، حيث يوصف خطابه التاريخي فيها بأنه أطول خطاب له، كما اتهم العقيد الدول الكبرى بالتخاذل، بل اتجه إلى ما هو أبعد من ذلك عندما رفع ميثاق الأمم المتحدة ومزقه أمام العالم. أما في خطاب "زنقة زنقة"، فقد رفع كتاب ليبيا الأخضر.
وكان خطاب العقيد في الأمم المتحدة، قد تسبب في وقت سابق بإصابة المكلف بالترجمة بالانهيار من شدة التعب. وقال إنه تمكن من ترجمة 75 دقيقة فقط من خطاب القذافي الطويل، المليء بالتكرار، هو ما اضطره في النهاية إلى إلقاء السماعات قائلا: "لم أعد قادرا على الاستمرار".
ويبدو أن أوجه الشبه لم تكن صدفة بل كانت رسالة، استراتيجية أراد العقيد القذافي توجيهها إلى العالم الغربي وإلى "بوتين" تحديدا، يشير فيها إلى أنه قادر على تحدي العالم وأنه يثق في مواقف روسيا.