من حياة الصالحين أويس بن عامر القرني لو أقسم على الله لأبره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي جعل عباده الصالحين منارة يقتدي بها السائرون إلى الله...
وعلامات يهتدي بها من أراد طاعة الله ورضاه...
وبلسماً يشفي الأنفس من أمراض الشهوات والشبهات...
والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله:
قائد الغر المحجلين...
وحامل لواء الصالحين...
وهادي أنفس الحائرين...
أما بعد:
فلا شك أن الإطلاع على سير الصالحين...
ومعرفة أخبار المتقين...
وسبر آثار الطائعين...
لها في النفس آثار مدهشة، وعلامات بينة، وآيات واضحة...
فهو يحي القلوب الميتة، ويذيب قسوتها، ويزيل الصدأ الذي تراكم عليها...
ويشعل في النفوس جذوة الإيمان...
ويصد عنها كيد الشيطان...
ويلينها لطاعة الرحمن...
ويذهب عنها ما تراكم عليها من غبار الغفلات...
وما تعاقب عليها من صد الشهوات...
وما علق بها من شؤم الخطيئات...
فيعود إليها بريقها الذي خبت أنواره...
وصفاؤها الذي أمحت آثاره...
وفي هذا البحث بعض سير الصالحين، اخترناها لتكون علاجاً لقسوة القلوب التي كثر الشاكون منها...
وشفاء من مرض التعلق بالدنيا الذي عمّت به البلوى إلا من رحم الله...
ودعوة للمسلمين إلى السير في دروب الدار الآخرة لينقذوا أنفسهم من نار وقودها الناس والحجارة...
يحدوهم الشوق إلى نعيم الجنة...
ويسوقهم الخوف من عذاب جهنم...
ويقلقهم الركون إلى هذه الدنيا الزائلة التي طالما غرت كثيراً من الناس...
فالله الله في المبادرة إلى الأعمال الصالحة، والمسارعة إلى استغلال أنفاس الحياة فيما يعود على الإنسان بالنفع في الدنيا والآخرة، قبل أن تغادر الروح البدن...
ويندم الإنسان على ما فرط أيما ندم...
أويس بن عامر القرني