ا
قصة ، من : عبدالله القوز
لَمْ يكُن أبي عطوفاً جداً ! ...
لكنه كانَ يملُكُ يداً سخية معنا ! ...
لَمْ يكُن لديه وقتٌ لي وإن كُنتُ إبنه الوحيدْ بين 5 بنات !
لكنهُ كان يعمل بـ جهد من أجلنا ! ...
وأراهُ كثيراً يعودُ وهوَ مُحملاً بـ حاجياتْ البيت ! ...
كبرتْ ! ... فـ انخلقَ بـ داخلي حلمٌ
أن يلتفت لي أبي ويرى كَمْ أختلفتْ ملامحي الطفولية وكَمْ كبرتْ
لـ أصبحْ شاباً ...
كان جلُ أمنياتي آنذاكْ أن يفتحْ باب غُرفتي يوماً
ويجلسْ بجانبي ! ...
يسألني عن دراستي ! ...
وماذا فعلتْ بـ إختباراتي ؟ ...
وماذا بي !؟ ...
لكنْ ! .. في ذروة الحُلمْ !
ماتَ أبي !! ...
وتركني في صدمة !! ...
لَمْ أشعرْ إلا وأنا واقفٌ في صفٍ والكثيرُ من الناس يمدُون لي يدهُم قائلين :
- عظم الله أجرك ! ... شدْ حيلكْ .. أنت الآن { رجّال البيت } !!
وبداخلي غصةٌ و سؤال :
ماذا يعني { رجّال البيت } !؟
هذا مصطلحٌ لَمْ يُخبرني بهِ أبي قبلَ أن يتركُنا !
أن أُلبّي احتياجات المنزل !؟
أن تكون لي يدٌ سخية كما كانت يدهْ ؟!
أن أعمل أكثر !! ...
أن لا أكونَ عطوفاً ! ...
أن تكونَ لي ملامحٌ قاسية ! ...
وعينٌ لا تعرفُ الدموع ! ...
لأنني { رجّال البيت } !!!
ولأنني كـ ذلك ! ...
فـ عيبٌ جداً أن أبكي ! ...
وعيبٌ جداً أن أتحسس قلبي ! ...
و عارٌ جداً أن أخطأ حتى لا أكونَ أضحوكةً ! ...
فـ الرجل لا بُد أن يكونَ ذو خبرة ! ...
ومما تأتي الخبرة !؟ ... رُبما من العدم كما يظنون !؟
أم أنها تُولد معنا حين خروجنا إلى الحياة !؟
وأمرٌ مكروهٌ جداً .. أن أفتحَ قلبي يوماً
وأسردْ إحتياجاتي الغير مادية !! ...
هكذا إذاً أكُون وبـ جدارة
{ رجّال البيت } !!!