.
قصة ، من : ضيف الله عبد القادر
كم من خريف عبر جسدي وأنا على ربوة انتظاري أنتحب زوجي في صمت
منذ أن رحل كما يرحل كل الرجال في قريتي وأنا جالسة مع النساء على نفس الربوة
نقلب بأصابعنا الأوراق الصفراء لتلك الأشجار المسنة التي تعاند الريح في مثل هذا الفصل. ننتظر حتى ينتهي الخريف ليعود زوجي ويعود كل الأزواج الأخرين بعد طول ترحال و ينتهي الصيف ويعود الخريف ثانية ، لأن زوجي سيعود حينها لاحتساء خمرته بنفس الجنون ويضربني ويرقص حتى الفجر ثم يرفع يده ليهددني بالزواج وبعدها يتزوج من فتاة صغيرة عشرينية العمر وسيرحل عنها بعد سبعة أيام وحينما يعود سيضربها إن هي أنجبت له أنثى، يتشنج وجهه ليضرب الجدار بقبضته ويوصد الباب في وجهها
لأن رجال قريتي كلهم لا يرغبون بأن تكون لهم أنثى
كما لأرغب أنا أيضا أن يكون لي ذكر أعرف انه سيولد لترحال كأبيه ليهيم في السهول وحينما يعود سيتزوج ويضرب زوجته ويتركها بعده للانتظار
ولا أريد أيضا أن أنجب بنتا حتى لا تسكن الرابية يوما وتنتظر زوجا قد يعود ليتزوج امرأة أخرى بعد أن يضربها ويرحل
حياتنا نحن النساء في قريتي مصيرها الانتظار على ربوة الحزن .