عن الشيخ الدكتور عصام البشير - وزير أوقاف السودان حفظه الله:
* ذهبنا سنة 77 تقريباً للحج مع جامعة الإمام محمد بن سعود ، وكان معنا الأخ الشاعر عبد الرحمن العشماوي
ركبنا الباص وانطلقنا ، ثم توقفنا في منطقة القصيم لتناول الغداء ، وكان الغداء ( كبسة ) وكانت باردة جداً .. فلما أكلناها أصابنا ( المغص ) بما فينا الطباخ والشاعر عبد الرحمن ..
تحوّل هذا المغص إلى (....)، فكان الباص يتوقف بعد هنيهة وأخرى وينطلق القوم إلى الخلاء .. فقال عبد الرحمن العشماوي قصيدة من وحي هذا الواقع الأليم :
نادى المنادي صائحاً أين الخـلا *** فتململ الركب الجريح من البلـى
سالت بطون رفاقنـا وتخاجلـوا *** أن يشتكوا ولمثلهـم أن يخجـلا
لكن وقد طفح الإنـاء وأوشكـت *** عربـات داخلهـم بـأن تتحـولا
يا سائـق الأتوبيـس إن رفاقنـا *** يرجـون منـك الآن تتمـهـلا
فالرعد يقصف في البطون وخوفنا *** أن يرسل الرعد المزمجر وابـلا
صرخوا بصوت واحد قف ها هنا *** إنـا تحملنـا بــلاءً مثـقـلا
يتوقـف الأتوبيـس ثـم تراهـم *** يتقاذفـون بـلا هـوادة للخـلا
لو أنهم يبقـون فـي أتوبيسهـم *** لرأيـت يـا للهول أمـراً هائـلا
كلماتهـم مخنوقـة ، آهاتـهـم *** مسموعـة يتململـون تملمـلا
يبقى كئيب الوجه فـي كرسيـه *** فـإذا توجـه للخـلاء تهـلـلا