[color=green][size=24]خير ما تستثمر فيه الإجازة حفظ كتاب الله
الكاتب : صالح بن مقبل العصيمي التميمي
إن خير ما تستثمر به الإجازة الصيفية تعلم كتاب الله، فلقد حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تعلم كتاب ربه فقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها» [المحدث: الألباني، حسن صحيح].
وقد ذكر الشيخ عبد الإله الداود طرقًا لحفظ القرآن منها:
- الالتحاق بجماعة تحفيظ في أحد المساجد.
- الحفظ مع صديق يعلمه التلاوة قلت: وعنده قوة عزيمة.
- الحفظ على النفس والتسميع عليها قلتُ: وهذه أضعف الطرق. اهـ.
ما طعمت لذة العيش حتى *** صرت للبيت والكتاب جليسًا
ليس شيء أعز عندي من *** العلم فلا تبغي سواه أنيسًا
ولا شك أن كل عاقل يتمنى أن يكون كتاب ربه في صدره، ويكون هو منهجه، وهذه أمنيةٌ لا يمكن أن تتحقق بدون عمل وجهد وتعب، ولا شك أنها تحتاج إلى وقت يصفى فيه الذهن، وخير الأوقات فيما أراه لمن أراد أن يقطع شوطًا كبيرًا هي الإجازات، فالإجازة تتراوح ما بين شهر وشهرين وقد تزيد قليلًا.
ولنقل أن متوسطها شهران، فأنا أجزم أن الإنسان الجاد يستطيع أن يحفظ نصف القرآن خلال هذه المدة فلو حفظ في كل يوم خمسة أوجه لأنهى خلال ستين يومًا ثلاثمائة وجه وليكن برنامجه كما يلي:
الفجر: يحفظ وجهين من صلاة الفجر حتى يتقن حفظهما ثم يراجع حفظها بعد أذان الظهر وبعد صلاة الظهر يحفظ وجها ثم يستريح، ويحفظ بعد العصر وجهين ثم يرتاح بقراءة أو بقضاء أشغال وبعد المغرب يحفظ وجهًا حتى أذان العشاء، وفي أثناء انتظاره لصلاة العشاء يراجع الخمسة حتى أذان العشاء، وفي أثناء انتظاره لصلاة العشاء يراجع الخمسة مع قراءة ما تم حفظه في الصلوات السرية والسنن الراتبة والنفل المطلق.
إنني على يقين بإذن الله أن هذا الجدول مريحٌ ولا يحمل مشقة، ولكن سيشعر الحافظ بعد انتهاء هذه الإجازة أنه حقق إنجازًا عظيمًا، ثم بعد ذلك ينطلق في طريقه لإكمال النصف الباقي الذي أجزم أنه لن يكلفه إلا بضعة أشهر ويكون بعد ذلك من أولئك النفر الذين أثنى عليهم رسول الله -صلى الله عيله وسلم- وخصهم بخصائص لم يخص بها غيرهم فقال: «يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر» [صححه الألباني].
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: يعرف حامل القرآن بليله إذا الناس ناموا وبنهاره إذا الناس أفطروا، وبصمته إذا الناس لغوا، وليكن ملح البلد كما قال ابن المبارك -رحمه الله-:
معشر القراء يا ملحَ البلد *** من يصلح الملح إذا الملحُ فَسَدْ
ولينال التكريم الحسي في الدنيا بإمامة الناس وقيادتهم حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبر الرجلين في القبر الواحد، ويقدم حامل القرآن، ولن أستطرد في ذكر فضائل الحفظ، ولكن أحيلَ إلى كتاب الشيخ محمد بن عبد الله الدويش (حِفظُ القُرآن الكريم) ومن أصيل إلى مليء فليرضى.