ذكر لي أحدهم أنّه ذهب في إحدى ليالي رمضان بصحبة زوجته وأولاده الثلاثة لتناول طعام الإفطار في أحد المطاعم الفاخرة، وكانت تكلفة الكبار 75 ريالاً للشخص والصغير 40 ريالاً، وبعد لحظات جميلة تناولوا فيها أطايب المشويات والمقبلات ولذيذ المأكولات، وبعد جولات وصولات على أطباق الحلى الفاخر، طلب الأب الفاتورة وإذا به يفاجأ بمبلغ 150 ريالاً فقط، وكان من المفترض أنها 270 ريالاً!
تفاعلت العائلة كلها مع هذا التفاوت الكبير في المبلغ وكانت الحيرة سيدة المشهد!
الكل ينتظر كيف سيتصرف رب الأسرة!
هل يستغل الخطأ ويقتنص الفرصة تحت مبرر أنّهم أصحاب الشأن وتحت مظلة أن الخطأ خطؤهم!؟
صراع داخلي عنيف بين شهوة الكسب ولذة النصر المؤقّت وبين صوت الضمير الحي وصوت المبادئ ...
وفي لحظة حسم الأبُ الصراع برفع صوته منادياً المسؤول عن المطعم!
وبعد أن حيّاه وضّح له أنّ ثمة خطأ في الفاتورة، حيث إنّ المبلغ الصحيح هو 270 ريالاً!
ردّ عليه مسئول المطعم بابتسامة عريضة شكره فيها على أمانته، موضحاً له أنّهم تعمّدوا ذلك احتفاءً به وإكراماً له ولعائلته، وذلك لكونها الزيارة الأولى لهذا المطعم.