ماذا يجري داخل راس طفلك*ماذا يجري داخل رأس طفلك؟
*خارطه تفاعليه لدماغ طفلك
*نظرة بصرية عامة
أظهرت بعض الأبحاث الأخيرة أن السنوات الثلاث الأولى من عمر طفلك هي فترة بالغة الأهمية في تطور دماغه. خلال هذه السنوات، يتضاعف وزن دماغ طفلك بنسبة ثلاثة أضعاف وتتكوّن فيه آلاف المليارات من الروابط العصبية، والتي تزيد في الحقيقة بما يعادل ضعف الموجود لدى الأشخاص البالغين
*دماغ طفلك: الفصّ الصدغي
يتحكّم الفصّ الصدغي (سُمي كذلك لأنه يتموضع بالقرب من الصدغ، أي جانب الوجه من العين إلى الأذن) بالسمع، وبعض أشكال اللغة أو الكلام والشمّ، وبعض أجزاء الذاكرة والمشاعر، وبالذات الخوف.
إن حاسة السمع هي الأولى بين جميع الحواس التي تكتمل تماماً في الأطفال الصغار. في غضون دقائق من الولادة، يجفل المولود الجديد ويبكي لدى سماعه الأصوات العالية والصاخبة. ويأتي هذا جرّاء التطور الجسماني المبكر الذي يحدث قبل وقت طويل من مجيء صغيرك إلى الدنيا. لقد كشفت الأبحاث أن الأذن الداخلية هي العضو الوحيد المرتبط بالحواس الذي ينمو بالكامل قبل الولادة. في الواقع، يصل إلى حجمه البالغ قرابة فترة منتصف الحمل.
كما تتطوّر حاسة الشمّ مبكراً لدى طفلك. وأظهرت الأبحاث التي أجريت على أطفال في عمر اليومين أنهم يقومون بردة فعل قوية على الروائح، مثل الثوم والخل، وأقل قوة على الروائح المبهجة من الأطعمة مثل السوس أو عرق السوس. وبيّنت ابحاث أخرى أن الطفل في اليوم الخامس من العمر يستدير باتجاه فوطة (منشفة) مغمورة بحليب (لبن) الأم، وفي اليوم العاشر، يُظْهِرُ الطفل تفضيلاً لرائحة حليب (لبن) أمّه
*تطوّر ونمو ساق الدماغ
يكون ساق الدماغ (الموجود عند أعلى الحبل الشوكي بالقرب من الرقبة) أكثر أجزاء المخّ تطوراً عند الولادة. وهو يتحكّم بردود الفعل الإرتكاسية الفطرية، مثل البكاء، والاندهاش، والرضاعة، كما يعدّل الوظائف الحيوية للحياة مثل التنفس، وضغط الدم، ونبضات القلب، وحركة العين السريعة أثناء النوم.
كما يتوّلى ساق الدماغ بعض العناصر الأساسية في مشاعر وانفعالات طفلك، خاصة القلق أو، عكس ذلك، تهدئة النفس. تنضج مناطق الدماغ المسؤولة عن السيطرة على الانفعالات والمشاعر في وقت مبكر من العمر وهي هامة جداً ليعرف الأهل أكثر عن أطفالهم.
تلعب عوامل مثل صبرك واهتمامك واستيعابك دوراً جوهرياً في مساعدة طفلك على تنمية طرق وأساليب صحيّة في تعامله مع انفعالاته. يؤثر على المدى البعيد احتضان طفلك وتهدئته عندما يبكي، خاصة في السنة الأولى من عمره، في تطوير قدرته على تهدئة نفسه فيما بعد.
*دماغ طفلك: الفصّ الأمامي ..الجبهي
يتحكّم الفصّ الأمامي من الدماغ (الموجود خلف الجبين أو الجبهة) بالتفكير والسلوكيات الإرادية، مثل المشي، والكلام، وحلّ المشاكل، وبعض أشكال المشاعر والانفعالات. ينطلق النمو الفعلي لهذه المنطقة من الدماغ ما بين الشهر السادس والثاني عشر من العمر، عندما يصبح طفلك أكثر حركة وقدرة على التعبير الكلامي.
حين يشرع صغيرك بإطلاق أصوات وكلمات غير مفهومة، معناه أن الجزء الأيسر (الشمال) من دماغه قد بدأ نشاطه، وعندما يستمع إلى أغنية الأطفال المفضّلة لديه أو ينبهر بما يدخل في الوعاء البلاستيكي، معناه أن الجزء الأيمن من دماغه هو الذي يقود حينذاك. يعتقد الكثير من الباحثين أن الفصل في الأنشطة بحسب كل قسم من الدماغ (المعروف بالجزئين الأيسر والأيمن) يبدأ منذ الطفولة.
ترتبط الأنشطة المتعلقة بالكلام والنطق بالجانب الأيسر، بينما ترتبط الموسيقى وبعض الأنماط الفضائية (الفراغ والحيّز) والذاكرة البصرية بالجانب الأيمن. وتفترض بعض الأبحاث أن البنات يطوّرن الجانب الأيسر أولاً، فيما يطوّر الصبيان الجانب الأيمن أولاً. مع بلوغ السنة الثامنة من العمر، يحدث التوازن: يلحق الصبيان البنات في القدرات اللغوية، وتلحق الفتيات الصبيان في القدرات الفضائية (الفراغ والحيّز والمكان).
ينضج الفصّ الأمامي من الدماغ على دفعات وطفرات ويستغرق سنوات كي يتطور. وتُضاف وظائف جديدة باستمرار خلال فترة الطفولة وما بعدها ربما. يكون الدماغ في الطفولة نشيطاً للغاية بحيث يستهلك 20 بالمئة من أوكسيجين الجسم.
*دماغ طفلك: الفصّ الجداري
يتحكّم الفصّ الجداري من الدماغ، والموجود بالقرب من تاج الرأس، بحاسة الذوق، واللمس، والقدرة على التعرّف على الأشياء، والانسجام العصبي – العضلي بين اليد والعين، واستيعاب بعض الأنماط البصرية (القدرة على إدراك ما الذي تنظرين إليه).تستفيد هذه المنطقة من الدماغ بامتياز من المؤثرات والمحفّزات الخارجية المحيطة. فيما تعرّفين طفلك على أغراض جديدة للعب أو أنسجة للمس والاستمتاع، فأنت تحفّزين تطوير الفصّ الجداري من دماغه بشكل مباشر.
مع أن المواليد الجدد لا يتعرّضون لمجموعة متنوعة ومختلفة من الأطعمة كي يتذوقونها، إلا أن الأبحاث بيّنت أن الأطفال الرضّع يفضّلون الأطعمة الحلوة (السكرية) منذ اليوم الأول. كما يزّمون شفاههم مثل الأشخاص البالغين عند تذوّق الأطعمة الحامضة واللاذعة.
*دماغ طفلك: الفصّ القذالي
يتموضع الفصّ القذالي بالقرب من القسم الخلفي للرأس، ويتحكّم بالنظر والإدراك البصري (أي القدرة على معرفة واستيعاب ما الذي نراه).
يعتبر النظر الحاسة الأخيرة التي نطوّرها عند الولادة. ويكون المواليد الجدد قصيري النظر ولا يرون أبعد من 20 إلى 37.5 سنتيمتراً. يمكنهم رؤية الأضواء والأشكال والحركة، لكن يكون كل ما تبقى غير واضح وغائماً. كما لم تنضج بعد الروابط العصبية التي توصل المعلومات البصرية إلى الدماغ، لذا يصعب على حديث الولادة أن يستوعب ما يراه.
يحتاج طفلك إلى رؤية أغراض متنوعة ليطوّر وينمّي هذه الروابط والقدرات التحكمية بالبصر الموجودة في الفصّ القذالي. في غضون الأسابيع الأولى، سيقوم وجهك بهذا الدور بطريقة لطيفة (وأنت تحملين وليدك بين ذراعيك).
أظهرت الأبحاث أن المواليد الجدد يفضّلون الوجوه البشرية. حين يبلغ طفلك الشهر الأول من العمر، سيجذبه ويدهشه أي غرض تمررينه أمام ناظريه، وخاصة لو تميّز بالألوان المتناقضة