حملت شموع الحب لأضيئ بها قلبي وأدرت مفتاح بابه ووثبت إليه وثبة مشتاق أضناه الحنين فهالني منه رحابة واسعة غفلت عنها وهزتني نسماته الربيعية وآجوائه المخملية
وانهالت تساؤلاتي الهادرة : كيف غفلت كل هذه المدة عن أحد ممتلكاتي المهمة دون استثمار مدروس ؟ ! وطال بي المقام تأنيبا ومراجعة حتى خلصت إلى تقصير كان مني مفعم بالفوضوية قد آن الأوان لهجره
وفي لحظة عزم مسيطرة قررت أن أستثمر مساحات قلبي الشاسعة دون تردد أو تأخير فيممت شطر المبادرة مسرعة الخطى إذ لا أهم من مشروع كهذا . و من أجل أن أحكم الوثاق و أكرس الجهد في التغيير أبرمت عقدا مع شركة " المخموم لبناء القلوب " واتفقنا على الاعتناء بهذا المخطط فهو أغلى عقاراتي وأهمها في حياتي
ومن لبنات الصفح والعفو بنيت أسواره العظيمة طوبة طوبة. زرعت في بستانه نخيل الوفاء . سقيتها بماء الصدق والتحنان. ووزعت في أرجائها الغنَاء أرائك الفرح لتهنأ بها روحي
ورسمت حدود قصري على أعلى قمة فيها كي تطل شرفاته على أروع مناظر فؤادي الخلابة حيث يجري نهرالتضحية بين وديانه تحفه كروم السعادة فتأتلف على مشهد بديع تتجلى فيه إشراقة النفس بين جنبات النقاء
واستأجرت (جنايني ) متخصصا بارعا في اقتلاع حشائش الكبر و الجور والتطفل والغل والأحقاد ... وغيرها من النبتات السيئة التي تأتي على أغلى الثمار فتصيبها بآفة ممرضة مهلكة
كما زرت أفخم محلات تآثيث القلوب فوقع اختياري على ( الإيمانات الراقية للقلوب النقية ) فسجلت اسمي كعميلة دائمة لديهم وزودتهم ببريدي النفسي كي يزودوني بكل جديد لأظفر باقتنائه في قصر المستقبل
واستقدمت عاملة من دولة ( اللوامة ) كي تعتني بالقصر عناية البصير الحاذق فتطهره من كل ما يدنسه وتنقيه من كل ما يعكره وشددت عليها في شأن التصدي لكل أمارة بسوء كي تقطع عليها كل طريق لإفساد قيمي
ولم يفتني استئجار حارس مدرب متمكن كي يمنع الخنَاسين من سرقة مجوهراتي ونفائس مدخراتي سيما معتقداتي وهويتي الغالية
وكتبت إثرها خطة استجمام حددت فيها المواعيد الجازمة كي أقضي في ( جنائني) أروع أيامي كما يفعل نظرائي من أغنى مليارديري النجاح
وبعدما كتبت خطتي علقتها على جدار "وقتي الأهم"حتى تظل ماثلة أمام عيني وكي لا تنسيني إياها مشاغل العقارات المفلسة والتي أخذت من عمري الكثير
وها أنا ذا أتجول في قصري و أستضيف كل أفكاري وتوجهاتي في بهوه أمام مسبح الاطمئنان والذي صممته ليكون قريبا من مشاعري وانفعالاتي فيضفي على الجلسة طابع الرومانسة الراقية
فلا تسل حينها عن حياة أرغد ولا أجمل