بسم الله الحمن الرحيم
زميلة من الزميلات إفتقدت وجودها فترة ...سألت ُ عنها ...
قالوا عندها ظروف وأخذت إجازة لكي ترتاح قليلاً....
رأيتها ذات صباح تباشر عملها ...
وسلمتُ عليها وسألتها هل أنتِ بخير
...هل عائلتك بخير؟؟
قالت الحمدُ لله انا بخير ...
ولكن لم يكن يخفى علي ...
نظرة الحزن والإنكسار في عينيها ...
قلت لها : شكلك تعبانة أو زعلانة ...
أجابت : هل يبدوا عليا أني زعلانة ..قلت لها : صراحة واضح
إنك زعلانة وفي شئ مأثر عليكِ...أجابتني بقولها :
نعم مررت بظروف صعبة جداً ..
قلتُ لها : ومن منا سعيد سعادة كاملة في حياته ..
.
جميعنا عندنا مشاكل ...
لكن المفروض ألا نجعل هذه المشاكل تؤثر علينا
...إيش الفائدة ...
تشيلين هم ويجيكِ مرض من الزعل
..قالت : بالفعل أنا أصبحت مريضة
...أنا حالياً عندي ضغط ...
جاها ضغط من الهم وهي لاتزال صغيرة في عمرها ...
رأيت من واجبي أن أقف معاها وأقوي شخصيتها ...
قلت ُ لها : شوفي مادام إنتِ بخير وعيالك بخير فلتحمدين الله هذا بحد ذاته نعمة ...
قالت : زوجي صدمني صدمة عمري
... طلقني ...
طلقني من أجل إمرأة أخرى ...
لقد كنت أحبه وإخترته دوناً عن غيره ...
أجبتها : توقعي من الرجل أي شئ ...
حصل من زوجك اللي حصل
أستمري في حياتك عادي ...
شوفي ماهو هدفك في هذه الحياة وحاولي تحققينه ...
قالت لي : قلبي محروق
انا ماقصرت معاه في شئ
هو مايستاهلني
تحديت أهلي عشان اتزوجه
وفي النهاية بعد سنين يخذلني
انا ندمانه ندم عمري
أجبتها : لاتندمين على شئ فات ومضى
هذا نصيبك ...
إتأقلمي مع الوضع ...
لكن إهتمي بتقوية ذاتك ...
قالت : طلقني لأني أصبحت أفتش في جواله وأراقب مكالماته ...
أصبح يحتل تفكيري ..
أصبحت محطمة وتعبانة ...
أجبتها : أنتِ صغيرة والحياة أمامك جميلة
قالت : سأحاول أن اتغير
قلت : يجب ان تتغيري ...
في اليوم الثاني رأيتها كانت أفضل حالاً
قالت لي : إرتحت قليلاً بعد ما تكلمتُ معكِ
ولكني مازلتُ متأثرة
أصبحتُ أفكر فيه كثيراً
أتذكر تضحياتي له
أتذكر صبري عليه ...
انظر لأطفالي وأحزن من أجلهم ...
لماذا يفعل هذا بي ...
أجبتها : يفعل هذا بكِ لأنه يعلم تماما ً انكِ في وضع الإستعداد
في أي وقت يستطيع إسترجاعك ...
هو طلقك حالياً لأنه يريد ان يتفرغ لشهواته وملذاته
من دون أن ينغص عليه احد ...
قلت لها : أنسيه ..
قالت : ياليت أقدر
تذكرت وقتها مقتطفات من كتاب للكاتبة أحلام مستغانمي يتحدث عن النسيان
تقول فيه :
هكذا هي المرأة العربية تؤجل فرحتها في إنتظار السعادة
الحياة موجودة من أجلك بعطورها وورودها وفصولها
الحياة تنتظرك وأنتِ تنتظرينه
السعادة تشتهيكِ وأنتِ تشتهينه
الحياة تحبك وانتِ تحبينه
لأنه ألمك ...
كقط يتوق إلى خانقه تريدينه
عندما يتجاوز الخذلان حده
وينفذ مخزون الصبر النسائي على سعته
ينبغي أن تراجعي علاقتك بالألم
فالألم ليس قدراً إنه إختيار ...
قلتُ لزميلتي :
مو غلط إنك حبيتِ زوجك وأخلصتِ في حبك له ...
لكن إن كان هو لايستحق كل هذا الحب ...
فوفري حبك لنفسك ولأطفالك ...
أحبيه كما لم تحب إمرأة وأنسيه كما ينسى الرجال ...
عبارة قرأتها في نفس الكتاب السابق
وتعجبت منها
لكن بالفعل هي حقيقة
الحب شئ جميل ...
ولاشئ يمنعنا ان نحب ولكن في نفس الوقت
نستطيع أن ننسى هذا الحب ...
كما ينسى الرجل جميع ماقدمته المراة له من تضحيات
على قدر الحب يكون النسيان [/center][/color]