الخشية "

" الخشية "



عن القاسم بن محمد قال :كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي :



بأي شي فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة ؟؟ أن كان يصلى فانا نصلى وان كان يصوم فانا نصوم وان كان يغزوا فانا نغزو ، وان كان يحج فانا نحج .




قال فكنا في سيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت ، إذ طفئ السراج ، ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي : بهذه الخشية فضل هذا لرجل علينا ولعله حين فقد السراج فصار إلى ظلمة ذكر القيامة، ففاضت عيناه .



فهذه من فضل البكاء من خشية الله تعالى




من ثمرات الخوف من الله :



انه يقمع الشهوات



ويكدر اللذات فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهه



فتحرق الشهوات بالخوف



وتتأدب الجوارح



ويذل القلب ويستكين



ويفارقه الكبر والحسد والحقد



نعم هذه ثمرات الخوف من الله فقد بكى الفضيل حتى إلف ألبكا حتى انه ربما بكى في نومه



ويقول الحسن بن عدقه: رأيت يزيد بن هارون بواسط من أجمل الناس عينين ثم رأيته بعد ذلك مكفوف فسألته : ما فعلت العينان الجميلتان ؟؟ فقال ذهب بهما بكــــاء الأسحار ..





أن الآمال تطوى ,,وان الأعمار تفنى ,,والأبدان تحت التراب تبلى ,



وان الليل والنهار يتراكضان تراكض البريد.,,,



ويقربان كل بعيد,,, ويبليان كل جديد ,,,وفى ذلك ما يلهى عن الشهوات ,,ويسلى عن اللذات ,,ويرغب في الباقيات الصالحات ..




دخل العبد الصالح ابن السماك رحمه الله على الخليفة هارون الرشيد أمير المومنين



فقال له الرشيد



..عظني !!!



فقال :يا أمير المومنين اتق الله وحده لا شريك له .واعلم انك واقف غدا بين يدي الله ربك .



ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لاثــــــــــــــالث لهما :



إما إلى جنـــــــــة وإما إلى نـــــــــــــــــار !!



فبكى الرشيد حتى ابتلت لحيته بالدموع !!!



ثم أن الرشيد طلب ماء ليشرب منه فلما وضع كاس الماء على فمه ليشرب



.قال له ابن السماك ::



يا أمير المومنين لو منعت عنك هذه الشربة !! فبكم تشتريها ؟؟؟



قال الرشيد بنصف ملكي.. فقال ابن السماك اشرب هنئاك الله ...



فلما شرب وانتهى قال له ابن السماك



يا أمير المومنين لو منعت خروجها من بدنك ؟؟؟



فبكم تشتريها ؟؟



فقال بنصف ملكي الأخر



فقال ابن السماك



_(( أن ملكا قيمته شربه ماء جدير إلا ينافس فيه ..!!!



فبكـــــــى هارون الرشيد حتى أشفق عليه الحاضرون ))



ما قيمة هذه الدنيا بأسرها عندما يكون مصيرها النسيان أمام غمسه واحده في العذاب فكيف بما وراء ذلك .



عجبا لأولئك الذين تقودهم شهواتهم عبر الطرق والازقه المظلمة الموحشة إلى نهاية مفزعه في الدنيا والاخره



عجبا لهم




إذا يشترون شقاء الدارين بنزوات طائشة ســــــــــــــرعان ما ينساها صاحبها لتبقى حسره وندامة



اسأل نفسك في كل صراحة وخشوع وخضوع وتفكر ...



أين الإباء والأجداد ....!!!وأين الكثيرون من الأهل والأحباب ...!! ستجيدون الجواب مصحوبا بدموع الحزن ...!! وأزيز القلوب على الفراق ::



هم تحـــت طيات الثرى والتراب ؟؟



نعم هذا هو المآل ...وهــــذا هو المصـــــير ....!!!




ختاماً





صلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم