اقتر ب رمضان ما بقي الا القليل القليل

اقتر ب رمضان ما بقي الا القليل القليل

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ها هو الثلث الاول انقضى من شهر شعبان و ما بقي الا الثلثين من هذا الشهر لقدوم شهر رمضان ، نعم شهر رمضان الذي استعددنا له قبل عام ، مرت الساعات و الايام و الشهور بسرعة و ما زلنا نتذكر رمضان الذي انقضى قبل عام ، هل تتذكر كيف كنت في رمضان قبل عام هل تتذكر حزنك عند وداع رمضان؟

الناس على ثلاثة اصناف :
الصنف الاول
القلوب المريضة :- قلوب ساهية لاهية لا فرق عندها رمضان او غير رمضان فهم على المعصية دائمون،يأكلون الربا يتفننون بالتعري ، قلوبهم أكلها الصدأ قلوب جميع شراينها مختومة مطبوعة عليها اقفال من حديد قاسية ظالمة لنفسها ميؤوس منها اخذهم زخرف هذه الدنيا الفانية و تمنوا ان يدوم شبابهم و حياتهم للأبد ليدوموا على الفجور و العصيان و التلذذ بهذه الدنيا الفانية .

الصنف الثاني
عقول مريضة : نعم تراهم يصلون و يتصدقون و لهم من الحسنات جبال لكن عقولهم ما زالت مريضة اخلاقهم لا علاقة لها بتدينهم الظاهري ، اذا خلو لحرمات الله انتهكوها ، نعم انهم ظاهريا متدينون لكن تراهم في تجارتهم كاذبون يأكاون الربا و تعودوا على أكل الحرام لا تنهاهم صلاتهم عن الحرام تراهم يوم القيامة مفلسون يأتون بجبال من الحسنات لكنها تصرف حينها لسداد حقوق الناس،تراهم يصلون في المسجد و يصومون ترى زوجاتهم كاسيات ظاهريا عاريات فعليا ، ترى زوجته و ابنته مكشوفين للناس و يظهرن جميع مفاتنهن و يذهب ليصلي ترى ابنته توصله للمسجد في السيارة و هي عارية اليدين مكشوفة الشعر!!
صنف ما زال عقله لا يدرك الصحيح عقله مريض يحتاج لتنظيف كامل .

الصنف الثالث :
القلوب السليمة : لا يفصلون دينهم عن معاملاتهم لا يأكاون الحرام لا يؤذون جيرانهم لا يكشفون عوراتهم ، بيوتهم يعمرها ذكر الله ، يطبقون قرآنهم في حياتهم ، اجل قلوب مطمئنة بذكر الله ، تدعو الله ان يثبتها لان القلوب بين اصابع الله الرحمن يقلبها حيث يشاء ، اللهم ثبت قلوبنا يا رحمن . حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ بشر بن بكر ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : سمعت بسر بن عبيد الله ، يقول : سمعت أبا إدريس الخولاني ، يقول : سمعت النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء [ ص: 458 ] أقامه وإن شاء أزاغه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة " . هذا حديث صحيح على شرط مسلم .
وهم يذنبون و يخطؤون لكن يسارعون للتوبة يستغفرون ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون، ثم يستغفرون،ثم يذنبون، ثم يستغفرون ثم يقول الله لهم افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم ). يعني ما دمتم على الاستغفار و التوبة. فهذا يدل على أن المؤمن قد يعرض له ضعف الإيمان. ولا ضير في هذا مادام أنه لم يغلب على أحوال المؤمن، بل كان الغالب عليه زيادة الإيمان و الاستكثار من الصالحات بل تنقلب المعصية في حقه إلى حسنة و رفعة في الدرجات و تكفير السيئات ، إنما المذموم شرعاً أن تغلب عليه السيئات و التهاون في القيام بحق الله و حقوق الخلق حتى يكون مقصراً فاسقا هاتكا لستر الله مستخفا بعذاب الله آمنا من عذاب الله والعياذ بالله.

كل منا يتستطيع ان يصنف نفسه مع الصنفين الاولين ام مع الصنف الرابح ؟
رمضان قريب هل لك ان تتحدى نفسك على ان تطيعك نعم اكسر هذه النفس و عودها تتعود ، هل لك ان تعاهد الله على ان تبدأ صفحة جديدة في رمضان ؟
ضع الامور الصحيحة التي تقصر فيها و تحدى نفسك لتبدأ صفحة جديدة .
ان كنت من المدخنين هل لك ان ترغم نفسك على ان تنسا التدخين و تبدأ حياة جديدة نظيفة لا تدخين فيها ؟
ان كنت من المصلين هل لك ان لك ان ترى كيف تصلي ؟ اتصلي في المسجد ؟ اتصلي السنن؟ اتصلي التراويح كاملة مع الامام ؟ هل تستمر في الاستغفار ؟ هل تواظب على الدعاء ؟ قيم صلاتك بل قيم كل حياتك من جديد، قيم علاقتك مع اسرتك مع امك و ابيك اولا مع اخوانك و اخواتك ان كانو من المقصرين يجب عليك تذكيرهم ، قيم علاقتك مع جيرانك و زملائك.
لماذا لا نتوب؟...، والله ينادينا: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
لماذا لا نتوب والحبيب صلى الله عليه وسلم ينادينا: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت عنه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك.. أخطأ من شدة الفرح". رواه مسلم.
هل تضيق رحمته وهو الذي ينادي: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم أتيتني لا تشرك بي شيئًا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا... لأتيتك بقرابها مغفرة... يا ابن آدم إنك ما رجوتني ودعوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي...".
لن يغيب عن فكري وخاطري أن الصاحب ساحب ..سأجدد في صداقتي وأجعلها جميعها لوجه الله وحباً فيه إن شاء الله ..لن أترك لنفسي هواها فتمضي ، إلا وجهتها بما يرضي الله ..سأنشط أيام عافيتي في الأعمال والعبادة.