وبعد الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
من منا الآن يختار الحال التي يرغب أن يقبض عليها
واســأله تعالى أن يقبضنا ساجدين لوجهه الكريم آميــن
كثيرة هي الأمنيات التي تحدو أذهاننا صباح مساء,
أمنيات في الزوجة
والعمل
والمركز الاجتماعي
والمال
والمسكن
ولكن من منا جلس مع نفسه يتفكر في
شكل الخاتمة التي يرجوها لهذه الحياة
لا شك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم ورؤاهم لهذه اللحظة وما من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها .
فتعالوا بنا نتأمل كيف تمنى الآخرون خاتمتهم:
** لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما
اخذ يشهق بكت ابنته
فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف
ختمه .. كلها لأجل هذا المصرع ..
أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعد أنفاس
الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة
المغرب ونفسه تحشرج في حلقه وقد أشتدّ نزعه وعظم كربه فلما سمع النداء
قال لمن حوله : خذوا بيدي ..!!
قالوا : إلى أين ؟ ..
قال : إلى المسجد ..
قالوا : وأنت على هذه الحال !!
قال : سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي
فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده
نعم مات وهو ساجد ..
** واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له : ما يبكيك !! وأنت أنت
يعني في العبادة والخشوع .. والزهد والخضوع ..
فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم ثمّ لم يزل يتلو حتى مات ..
** أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول :
من يصلي لك يا يزيد إذا متّ ؟ ومن يصوم لك ؟ ومن يستغفر لك من الذنوب ثم
تشهد ومات ..
** وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده
وحجابه :
اجمعوا جيوشي فجاءوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم
تحت
قيادته وأمره فلما رآهم .. بكى ثم قال :
يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات ..
** أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب
ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في
دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسالاً .. يا ليتني كنت
نجاراً .. يا ليتني كنت حمالاً .. يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً ..
ثم مات ..
وهذا مشاهد من عصرنا الحديث:
** شاب أمريكي من أصل أسباني ، دخل على إخواننا المسلمين في إحدى مساجد
نيويورك في مدينة 'بروكلين' بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن أدخل في
الإسلام.
قالوا : من أنت ؟
قال دلوني ولا تسألوني.
فاغتسل ونطق بالشهادة ، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد
المسجد جميعاً.
وفى اليوم الثالث خلى بت أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام وقال له:
يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟
قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح عليه السلام ولكنني
نظرت في أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً
فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام ، وقبل الليلة التي
دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق
فجاءنى
المسيح عليه السلام فى الرؤيا وأنا نائم وأشار لى بسبابته هكذا كأنه
يوجهني، وقال لي: كن محمدياً .
يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدنى الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب الصلاة مع
المصلين ، وسجد فى
الركعة الأولى ، وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا
المبارك بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى
الله جل وعلا .
** وهذا زوج نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة ' سالم اكسبريس ' يحكي قصة
زوجته التي غرقت في طريق العودة
من رحلة الحج يقول: ' صرخ الجميع [[ إن
الباخرة تغرق ]] وصرخت فيها هيا اخرجي.
فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابى كله
فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.
قالت : والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابى بكامله فإن مت ألقى الله على
طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع
زوجها
فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عنى ؟
فبكى الزوج.
قالت هل أنت راضٍ عنى ؟
فبكى.
قالت أريد أن أسمعها.
قال والله إني راضٍ عنك.
فبكت المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول
الله ، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت
فبكى الزوج وهو يقول : أرجو من الله أن يجمعني بها في الآخرة في جنات
النعيم .
**وهذه أيضا....
وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا وجه الله ، وقبل الموت
مرض مرضاً شديداً فأقعده في الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى
المسجد ، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون بت على وجهه أمارات
الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يا رب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما
ابتغيت الأجر إلا منك،
وأحرم من الأذان في آخر لحظات حياتي. ثم تتغير ملامح
هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف
على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان في غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات
الآذان لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد
فاضت إلى مولاها .
فسبحان الله ونسأله حسن الخاتمه ,,,
أعجبني كثيرا لما فيه من عبر إيمانيه
فنقلتها لكم ،،
دمتم بحفظ الرحمن ورضاه