وقفة مع سورة العصر
سورة العصر سورة مكية في الجزء الثلاثون من المصحف وترتيبها في المصحف {103} وعدد آياتها {3} آيات.
وجاء عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا إذا التقى أحدهم بالآخر لم يفترقا حتى يقرأ احدهما سورة العصر.
وهي التي قال فيها الإمام الشافعي – رحمه الله - : { لو ما انزل الله على خلقه حجة إلا هذه السورة لكفتهم}
وَالْعَصْر ﴿1﴾ِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3﴾
1. والعصر: الواو في الآية الكريمة هو حرف قسم ، واحرف القسم ثلاثة وهي {و- ت - ب} ، والعصر هو الزمن كله الذي تقع فيه الاحداث وفيه الدورة الكونية المتجددة. وهنا يقسم الله جل وعلا بعظمته للإنسان وهو الضعيف بالعصر لما يحدث فيه من الاعاجيب.
2. إن الانسان لفي خسر: والله عزو وجل يؤكد للانسان ثلاث مرات اولاً بالقسم في الآية الاولى ، وثانيا ًبحرف {إن}، وثالثاً بحرف اللام لفي ، وهذه التأكيدات وضعها الله تعالى لتؤكد للناس إن كل انسان على وجه الارض معرض للخسران وينقسم الخسران إلى قسمين: أ- الخسران الكلي: وهو للكفار والمشركين، ب- الخسران الجزئي: وهو للمسلمين الذين يشوبون إسلامهم بالمعاصي والذنوب.
3. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر: وكلمة {إلا} في هذه الآية الكريمة استثنائية، أي انها تستثني أقلية من الناس لن يكونوا من الخاسرين ولكن بشروط وهي :
أ- الذين آمنوا: ولكي تؤمن بالله يجب ان تكون على علم به وان تعلم ان الله حق ووعده حق ورسوله حق وان لقاءه حق والملائكة حق والنبيين حق وان الجنة والنار حق.
ب- وعملوا الصالحات: وهو عمل وأداء ما افترض الله على عباده من الاعمال وبنية خالصة لله.
ت- وتواصوا بالحق: والتواصي هو تفاعل لا بد ان يكون بين طرفين، فكل منهم يوصي أخاه بالحق الذي هو الدين بجميع أصوله وفروعه وأن ينصح بعضهم بعضاً بالارشاد إلى عمل الخير والبر، فلا يغش بعضهم بعضاً فإن ذلك منجاة لهم من الخسران.
ث- وتواصوا بالصبر: ويعني هنا بإن يوصي بعضهم بعضاً بالصبر على أربعةأمور وهي:
1) الصبر على طاعة الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سوف يأتي زمن على أمتي الماسك على دينه كماسك على حجر من جمر .
2) الصبر عن المعصية
3) الصبر على أقدار الله المؤلمة
4) الصبر على جميع الأذى الذي ينال الانسان بدعوته إلى الله
[center]