قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع" هل المقصود بالسنة السابعة عندما يتم ست سنوات ويبدأ في السابعة ، أم عندما ينهي السابعة ويدخل في الثامنة؟
- إذا بلغ الولد سبع سنين يأمره وليه بالصلاة ليعتادها ، لما روى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع" [أخرجه أحمد في المسند 2/187 ، 180 وأبو داود في السنن رقم 495 والدار قطني في السنن 1/230 والحاكم في المستدرك 1/197 ، 201 وصححه من حديث ابن عمرو ، وأخرجه أبو داود في السنن رقم 494 والترمذي في الجامع رقم 407 وقال هذا حديث حسن صحيح من حديث ميسرة.]
- بعض التنبيهات التربوية كى نتخذها نبراساً فى عملية ""البناء العبادى " للأطفال سواءاً كانوا أبنائنا أو إخواننا وأخواتنا الصغار فيما يتعلق بركن الإسلام الأكبر ألا وهو ""الصلاة" .....
_يعتقد الأطفال أن كل ما يفعله الكبار صحيح ، وأن أباءهم هم أكمل الناس وأفضلهم .....ولذلك يحاكونهم ويقتدون بهم ، وهم لا يتأثرون فى السن المبكرة ""بالتلقين" إذا لم توجد أمامهم "القدوة الصالحة" التى تترجم عملياً المعانى المجردة ...ولذلك فإن محافظة الأب على الصلاة ، تؤثر فيهم أعمق التأثير....
_على الأب أن يستعين بدعاء الله عزوجل كما دعا سيدنا "إبراهيم"_عليه الصلاة والسلام_ (((رب إجعلنى مُقيم الصلاة ومن ذريتى.....)))...
_على الأب _والأم طبعاً_ أن يعلم أن العقاب البدنى _بشروطه_ هو ""الوسيلة الأخيرة" للعقاب ، كى لا يتعود عليه الطفل ، وبالتالى لا يُجدى إستعماله فيما بعد...
_على الأب أن يُعلمَ ولده الوضوء والطهارة بالشرح النظرى ثم بالتدريب العملى المتكرر ، ويسمح له بالتطبيق أمامه ، فإن أخطأ علمه ، ووجهه بلطف ودون تعنيف ، فإن أتقن الوضوء مدحه واحتضنه ، وقبَله مشعره برضاه عنه....
_يُعلمه فضائل الوضوء ، كى يُحفزه على الحرص على تحصيل ثوابه....
_يتم تعليمه الصلاة منذ السن الباكرة دونما توجيه مباشر .....بل على الأب أن يكرر صلاة النوافل فى المنزل على مشهدٍ من أولاده ، وهم يتأثرون أعمق الأثر إذا رأوا أباهم يمرغ وجهه لله ساجدااا ، قائماً خاشعاً ، قد استغرقته الصلاة ، وصرفته تماماً عما حوله .....فهذا من شأنه أن يغرس فى نفوس الأطفال "عظمة الله تعالى" ،كما أنهم بهذه الطريقة يتعرفون على أعمال الصلاة ويحبونها ويُعظمون شأنها....
_لا يشتد الأب مع الطفل قبل سن التمييز فى أمر الطهارة للصلاة وستر العورة ، بل يتركه يقلده كيفما كان ، ولا يكفه عن التقليد لأن زجره فى هذه السن وهو غير مكلف ((يُنفره من الصلاة ويكرهه فيها))....
_فإذا بلغ ((السابعة)) وجب على الأب أن يأمره بالصلاة لقول رسول الله ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ))....وهنا يأمره بتحصيل شروطها كالطهارة وستر العورة وغير ذلك....
_ولا ينبغى أن يمر تاريخ إتمامه ((سن السابعة)) مروراً عابراً ، بل يُعمق هذا الحدث الهام من خلال إعلامه قبلها بأنه مُقبل على أمر عظيم وهو (((إقتراب موعد أمره بالصلاة))).....فإذا بلغ السابعة من عمره ، وصلى أول فرض ، جمع له أبوه بعض أصدقائه وإخوانه فى حفل صغير إبتهاجاً بهذه المناسبة الطيبة وليقدم له هدية مثل ""ساعة يد"" كى تُحفزه على أداء الصلاة فى أوقاتها دونما تأخير....
_ينبغى متابعته فى مدى إنتظامه فى الصلاة وتذكيره بها، وتكرار الأمر بها دون ملل ، فإذا شُغل الأب أو غاب ، وكلَ من يقوم بمتابعته ، وأمره بها خلال فترة غيابه أو شُغله ......
_ولا بأس بمكافأته ((أحياناً)) لإنتظامه فى الصلاة ....لكن احذر المواظبة على ذلك.....ويُفضل التنويع فى الهدية فى كل مرة...
والحمد لله رب العالمين... منقول--