صـاحـبة العــطـر .: * :.
*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت لها في مجلس و كنتُ معهما أسمع وأرى ..
ـ يااا الله ما أجمل رائحة هذا العطر !
بادرتها سريعاً صاحبة العطر بإبتسامة رضا
ـ ( هو مُقّدم لكِ مني ) !!
ردّت :
بارك الله فيك لكن قصدت ما هو اسمه !
قالت لها :
قلتُ والله لن يعودَ إليّ !
فليكن هدية مني لكـِ
أتَرُدِين الهدية !!
(والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها )
صمتت بعد إلحاحها و ابتسم الجميع
وربح كرم وعطاء صاحبة العطر كعادته في كل مرة .
* * *
نعم هذه ليست المرة الأولى التي أراها تفعل هذا
مع كل من يعجبه شيئاً هو ملكاً لها ..
لكن لا أعلم لم هذه المرة تذكرت معلم الناس الخير والخلق الحسن ـ صلى الله عليه وسلم ـ
الذي فاق بذله كل من أتى بعده ، فلم يخص أحداً بعطاء لا أهل ولا أصدقاء ولا أحباب
بل كان بذله عاماً للناس أجمعين حتى لمن يبغضه صلوات الله وسلامه عليه .
في غزوة حنين أعطى ـ عليه الصلاة والسلام ـ صفوان بن أمية مائة من النعم، ثم مائة ثم مائة حتى قال صفوان :
"والله لقد أعطاني ما أعطاني وإنه لأبغض إليَّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إليَّ"
* * *
صورت عائشة رضي الله عنها حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد مرور زمن طويل على هذا البذل
طيلة حياته دعوة وتعليماً وجهاداً و قضاء حوائج الناس ، وحلاً لمشكلاتهم ،
حتى أثر هذا عليه في آخر حياته ..
فقالت : " صلى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته جالساً بعدما حطمه الناس "
حطمه الناس !!
نعم مازال يبذل ويبذل حتى أثر هذا على شخصه صلوات الله وسلامه عليه ..
بل غير ذلك ما قاله خادمه أنس رضي الله عنه
" ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا أعطاه "
و هذا يكفينا أن نطوي كل سجلات العطاء من بعده ..
يارب إنا نسألك نفوساً مطمئنة تؤمن بلقائك ،
و ترضى بقضائك ، و تقنع بعطائك ..
اللهم آمين