صاحب الظلال سيد قطب
ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله; ثم لا يجد النصير الذي يسانده ويدفع عنه, ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة; ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة, المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة. فهناك فتن كثيرة في صور شتى, ربما كانت أمر وأدهى.
هناك فتنة الأهل والأحباء الذين يخشى عليهم أن يصيبهم الأذى بسببه , وهو لا يملك عنهم دفعا. وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم; وينادونه باسم الحب والقرابة, واتقاء الله في الرحم التي يعرضها للأذى أو الهلاك.
من ظلال العنكبوت.