بناء الكعبة المشرفة (معلومات يجهلها الكثير)
بناء قريش للكعبة المشرفة
سمعت قريش بتحطم سفينة على ميناء جدة بالبحر الأحمر.
وقال الأموي : كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم، تحمل آلات
البناء من الرخام والخشب والحديد، سرحها قيصر مع باقوم الرومي
إلى الكنيسة التي أحرقها الفرس للحبشة، فلما بلغت مرساها من جدة
بعث الله عليها ريحاً فحطمتها.
وكان بمكة رجل قبطي نجار، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها
وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كانت تطرح فيها ما يهدى إليها
كل يوم، فتشرف على جدار الكعبة، وكانت مما يهابون، وذلك أنه
كان لا يدنو منها أحد إلا كشت وفتحت فاها، فكانوا يهابونها.
فبينما هي يوماً تشرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع، بعث
الله عليها طائراً فاختطفها فذهب بها، فقالت قريش: إنا لنرجو أن
يكون الله تعالى قد رضي ما أردنا من بناء الكعبة ، عندنا عامل ماهر
وعندنا خشب السفينة ، وقد كفانا الله الحية.
فلما أجمعوا أمرهم لهدمها وبنيانها، قام عابد بن عمران بن مخزوم
فتناول من الكعبة حجراً، فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال:
يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيباً، لا يدخل
فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس.
وقال ابن إسحاق: ثم أن قريشاً تجزأت الكعبة، فكان شق الباب
لبني عبد مناف وزهرة، وما بين الركن الأسود والركن اليماني
لبني مخزوم، وقبائل من قريش انضموا إليهم، وكان ظهر الكعبة
لبني جمح وسهم، وكان شق الحجر لبني عبد الدار بن قصي
ولبني أسد بن عبد العزى، ولبني عدي بن كعب وهو جهة حجر إسماعيل .
ثم إن الناس هابوا هدمها وخافوا منه، فقال الوليد بن المغيرة :
أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول ثم قام عليها وهو يقول:
اللهم لم ترع، اللهم إنا لا نريد إلا الخير، ثم هدم من ناحية الركنين
فانتظر الناس تلك الليلة، وقالوا: ننظر فإن أصيب الوليد لم نهدم
منها شيئاً ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله
ما صنعنا من هدمها.
فأصبح الوليد غادياً على عمله، فهدم وهدم الناس معه، حتى إذا
انتهى الهدم بهم إلى الأساس – أساس إبراهيم عليه السلام – أفضوا
إلى حجارة خضر الواحد منها كسنام الابل أخذ بعضها بعضاً .
قال ابن إسحاق: فحدثني بعض من يروي الحديث أن رجلاً من
قريش ممن كان يهدمها، أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما
فلما تحرك الحجر انتفضت مكة بأسرها فانتهوا عن ذلك الأساس.
قال ابن إسحاق: ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها
كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن
فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى
حتى تخالفوا وأعدوا للقتال، فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً.
ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت، وأدخلوا
أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا لعقة الدم.
فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً، ثم إنهم اجتمعوا في
المسجد فتشاوروا وتناصفوا، فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن
المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم – وكان عامئذ أسن قريش كلها
قال: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل
من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا فكان أول داخل
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأوه قالوا: هذا الأمين
رضينا هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أحضروا لي ثوبا , فأُتي به، وأخذ الركن
فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب
ثم ارفعوه جميعاً , ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده
صلى الله عليه وسلم، ثم بنى عليه، وكانت قريش تسمي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: الأمين.
معالم البناء القرشي للكعبة
الأسباب التي دعت قريش لتجديد بناء الكعبة تعظيمهم للبيت
ومنعا لسرقة كنوزها وحجر الدخول إليها , وكان فيها ثعبان يخافون
منه فجاء طائر فاختطفه بين رجليه فتشجعوا للبناء وجلبوا الأخشاب
من سفينة تحطمت في جدة , واستفادوا في العمل من نجار قبطي كان يقيم بمكة .
ومن أهم خصائص بناء قريش
* زادوا ارتفاع الكعبة وقد كانت 432 سم
* جعلوا للكعبة سقفا لاول مرة لان لصا سرق كنزا من كنوز الكعبه
* سدوا الباب الخلفي الغربي للكعبة تماما
* زادوا ارتفاع الباب الشرقي من ارض المطاف
* اخرجوا 3 أمتار من الكعبة من الناحية الشماليه ( حجر اسماعيل )
بسبب عدم إستطاعتهم توفير ما يكفي من المال الحلال لبناء الكعبة
على قواعد إبراهيم .
* جعلوا للكعبة ميزابا لتصريف مياه الامطار ، وعند غسيل سطح الكعبة
أطوال ومساحة الكعبة المشرفة
طولها من جهة بابها او الناحية الامامية ( الشرقية ) 12,84 مترا
* طولها من ناحية ظهرها ( الغربية ) 12,11 مترا
* طولها من جهة حجر اسماعيل ( الشمالية ) 11,28 مترا
* طولها من جهة الحجر الاسود واليماني ( الجنوبيه ) 12,11 مترا
* ارتفاع الكعبة 14 مترا
الشاذروان
بنى عبد الله بن الزبير في خلافته للحجاز مسطبه خارج الكعبة حول
اضلاعها الاربعة وتعرف بالشاذروان .
وذلك لحماية الكعبة من السيول الجارفة